الشاشة الرئيسيةمنوعات

لماذا أخفت الحكومات العراقيّة بعد سُقوط “نظام صدام حسين” بأن الرئيس الراحل كان “نزيهاً لا يبحث عن المال الحرام ومُحافظاً وشُجاعاً وله شعبيّة باقية”؟.. إياد علاوي خصمه الأبرز في شهادةٍ للتاريخ بعد 20 عاماً ماذا فيها وخلفها؟

الغواص نيوز
هي شهادةٌ للتاريخ، قرّر فيما يبدو رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي تسجيلها بحق الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهي شهادة قد تُحرج خُصوم الرئيس الراحل المُشكّكين تحديدًا بنزاهته الماليّة، وتُجبر العراقيين على عقد مُقارنات بين حكام العراق اليوم، وبين حُكم الرجل الواحد صدام حسين، وكونها جاءت من خصمه علاوي، حيث الأخير كان أحد أعضاء لجنة المُتابعة والتنسيق للمُعارضة العراقيّة، وكان هدفه في حينها العام 2002، “التحضير لحُكم العراق ما بعد صدام حسين.
الحُكم العراقي الحالي قائمٌ على المُحاصصة الطائفيّة، والسياسيّة، التي أدّت في النهاية إلى ظُهور الفساد المُستشري في مفاصل الدولة والوزارات والدوائر، فسادٌ لا يُنكره رئيس الوزاء العراقي الحالي محمد شياع السوداني، والذي يُشدّد في تصريحاته على مُكافحته والإرهاب وتحقيق الاستقرار في البلد النفطي.

ويُصنّف العراق ضمن الدول الأكثر فسادًا في العالم، في مؤشر مُدركات الفساد لعام 2022 الصادر عن منظمة الشفافيّة الدوليّة، إذ جاء بالمرتبة السابعة عربيًّا والـ 157 عالميًّا، ومن بين 180 دولة مُدرجة على قائمة المنظمة.
وبالتالي شهادة علاوي، هي شهادة اعتراف إيجابيّة مُوثّقة صدرت عنه، وهو الذي كان عضوًا في حزب البعث، وبات على خلافٍ مع الرئيس الراحل واستقال من الحزب العام 1975، وبات من أبرز خُصومه، ومُعارضيه، وصولاً إلى رئاسة الحكومة العراقيّة بين عامي 2004، و2005، أي أنه لا مصلحة له في “تلميع” صورة الرئيس الراحل، أو هكذا يعتقد أنصاره، أو أنه حتى ساهم بتشويهها في تصريحاتٍ سابقة حين كان في السلطة.
وفي تصريحٍ مُفاجئ قال رئيس وزراء العراق الأسبق، إياد علاوي، إن الرئيس الراحل صدام حسين، لم يكن يملك أي شيء باسمه إبان فترة حكمه للبلاد، وإنه لم يكن يحب المال.
ولفت علاوي إلى أنه “ساد اعتقاد بأن صدام بدّد ثروات العراق في الحروب، ولا بد من أنه اشترى مساحات واسعة من الأراضي أو وضع يده عليها، وتحدّثوا عن ثروات جمعها نجله عدي، وحتى أن الكثيرون انتظروا أن يكشف الجنود الأمريكيون الذين داهموا قصور صدام على ثروات مذهلة”. وتابع :”لم يحدث شيء من هذا النوع” ، فبعد سُقوط صدام قام المسؤولون بإجراء تحقيقات ولم يجدوا “على الرجل شيئًا بالنسبة للموضوع المالي.
ثمّة تساؤلات كثيرة مطروحة، حول الأسباب التي دفعت علاوي لامتداح الرئيس الراحل، أو على الأقل إنصافه، وبعد كل هذه السنوات على سُقوط نظامه، ولافت أن هذه الشهادة، جاءت عبر مُقابلة له مع صحيفة “الشرق الأوسط” السعوديّة، وسبق أن حلّت ابنة الرئيس الراحل رغد صدام حسين ضيفة على قناة “العربيّة” السعوديّة، حيث مُقابلة أثارت جدلاً أيضاً في وقت عرضها، حيث كان عنوانها الأبرز، حول عودة مُرتقبة لابنة الراحل صدام حسين، عبر دور ما في بلادها ألمحت له.
ويبدو أن الرئيس العراقي الراحل، لم يترك لأبنائه ما يكفيهم في ظل تأكيد علاوي بأنه لم يجدوا عقارًا واحدًا باسمه، وكانت أجابت ابنته رغد صدام حسين حول ذلك قائلة في مُقابلتها مع قناة “العربية”: “الدول العربيّة ما يتركوا أخواتهم.. ما راح يتركونا للأقدار”، وأكّدت “الوالد ولا متر بأرض العراق باسمه.. هاي قصور الدولة.. مثلها مثل أي دولة ثريّة بالعالم.. لو لاقين القصور مسجلة باسم الوالد كانوا تسابقوا إنهم يعرضون أملاك الوالد”.
وتصريحات علاوي، لم تكن مجرّد تخمين حول صدام حسين، بل وثّق علاوي شهادته ومن موقع منصبه كشاهد عيان، بالقول: إنّه بعد سُقوط نظام صدام حسين، أجرت الحكومة العراقيّة اللّاحقة تحقيقات في الأمور الماليّة، ولم تعثر على أي عقار مسجل باسمه، وكانت كل الأملاك باسم الحكومة العراقيّة، ووزارة الخارجيّة، ومجلس قيادة الثورة.
تساؤلات أخرى تُطرح، حول أسباب إخفاء الحكومات العراقيّة اللاحقة والمُتعاقبة بعد سُقوط نظام صدام حسين، هذه المعلومات عن الشعب العراقي 20 عاماً، وأن جميع أملاكهم كانت باسم الحكومة، أي أنها ليست منهوبة من قبل شخص رئيسهم الراحل، ولو حتى عقار واحد.
المُفاجأة الأكبر، وبمثابة القنبلة، والتي أكّدها علاوي، بأن حتى طائرة الرئيس صدام حسين الخاصّة، كانت مُسجّلة في شركة تملكها مجموعة من المخابرات العراقيّة، وتابع علاوي: أقصد الطائرة الخاصّة القادرة على الطيران لمسافاتٍ بعيدة.
التساؤل التالي وجّهه مُتفاعلون مع تصريحات علاوي، إلى علاوي نفسه، لماذا شارك الأخير في التحضير لحكم العراق ما بعد صدام حسين، إذا كان الأخير حريصاً على أملاك الشعب، وكان مُحافظاً جدًّا على الصّعيد الشخصي كما قال، مع إقراره بشعبيّته الباقية عند العراقيين حتى اليوم.
يرى البعض بأن علاوي له عداوة شخصيّة، أو ثأر شخصي بعد مُحاولة اغتياله كما يقول على يد نظام صدام حسين، وهو ما يُفسّر رغبته بالإطاحة بالرئيس، ومع ذلك أشار علاوي إلى أنه تألّم عند إعدام صدام، على رغم جروحه الشخصيّة نتيجة مُحاولة اغتياله على يد النظام، وأكّد أنه رفض زيارة صدام بعد اعتقاله كي لا يرى رئيس العراق في أيدي جنود الاحتلال، ولأنَّ التقاليد لا تسمح بالشماتة”، مشيراً إلى أنَّ “الزعيم الكردي مسعود بارزاني رفض هو الآخر لأنَّ الشماتة ليست من عاداتنا”.
وقال علاوي في هذا السياق: “لم يكن صدام حسين يحب المال ولم يكن يبحث عنه، وأكّد أنه كان يبحث عن السلطة والنفوذ والقوة. هذا هو صدام. لا يبحث عن المال والحرام. هذه الأمور لم يفعلها، كان صدّام محافظاً على الصعيد الشخصي، كان محافظاً جداً، وكانت العلاقة به قوية منذ بدء معرفتي به وحتى موعد مغادرتي العراق. حتى أنه أصرّ على أن يذيع شخصياً نبأ وفاة والدتي”.
وأكّد علاوي أن صدام قاد فريقاً من المُقاومة للاحتلال الأمريكي، ما يُوشّر بشكلٍ أو بآخر وفق مُعلّقين بأن الراحل ساهم في تحرير بلاده، وطرد المُحتل الأمريكي لاحقاً، رغم سقوط نظامه، وإعدامه.
وأقرّ علاوي بأن أمريكا خرّبت العراق، كما اعترف للرئيس الراحل بالشّجاعة، والإقدام، حيث قال: بلغني نبأ اعتقال صدام حسين، لم أفاجأ، هو ليس من النوع الذي يهرب، بل يُواجه، وهو كان يقود المقاومة.
يُنكر حكّام العراق الحاليين بأن الرئيس صدام حسين له شعبيّة، وأنه لم يكن إلا حاكماً ظالماً، ديكتاتورًا قاتلاً، تخلّص منه العراقيون بعد صبرٍ طويل، لكن علاوي أجاب حول ذلك، وأوضح بشكلٍ صريح، وأرجع بقاء شعبيّة الرئيس الراحل لعدّة أسباب قائلاً: أتسألني لماذا بقيت هُناك شعبيّة لصدام في بعض الأوساط على رغم كل ما فعل؟ السبب الرئيس لهذه الشعبية هو سُوء تصرّف الحكّام الحاليين، حكيت لك عن أسلوب تطبيق قرار الاجتثاث، والمشاعر ضدّ الاحتلال ويُمكن أن نضيف ما ظهر من حساسيّة سنيّة – شيعيّة”.
راي اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى