الشاشة الرئيسيةمحليات

بعد تغيير قواعد الاشتباك.. شح المخدرات يرفع أسعارها

أدت الإجراءات المتخذة من قبل القوات المسلحة على الواجهة الشمالية الشرقية بتغيير قواعد الاشتباك العسكري، والحملة الأمنية التي تنفذها إدارة مكافحة المخدرات على مروجي المخدرات، إلى ارتفاع أسعار الحبوب المخدرة بنسبة تزيد على 100 %، إضافة إلى شح في بعض الحبوب المخدرة ومن بينها حبوب الكبتاغون.
ووفق مصادر أمنية مطلعة، “فإن هناك ارتفاعا في أسعار المواد المخدرة نتيجة شحها بعد الإجراءات المتخذة من قبل القوات المسلحة على الواجهة الشمالية الشرقية والمتمثلة بتغيير قواعد الاشتباك لمنع عمليات التسلل والتهريب، وتزامنها مع حملات أمنية لإدارة مكافحة المخدرات على المروجين”.
ووفق ذات المصادر، التي استقت معلوماتها من قضايا التحقيق المتعلقة بضبط المروجين، فان أسعار حبوب “الكبتاغون” المخدرة ارتفعت من دينار لكل حبة، إلى ثلاثة دنانير، وذلك بعد شح هذه المادة بعد الإجراءات المشار اليها، إضافة الى ارتفاع سعر ما يعرف بـ “ربع الكف الحشيش الأشقر”، من 80 دينارا إلى 160 دينارا، فيما انقطع الحشيش المعروف بـ “الكف الأسود”، وحبوب حمراء مخدرة يطلق عليها “الفراولة” بين أوساط المتعاطين والمروجين.
وأرجع خبراء ارتفاع أسعار المخدرات إلى الإجراءات المتخذة سواء من قبل القوات المسلحة ممثلة بقوات حرس الحدود، أو من قبل مديرية الأمن العام ممثلة بمديرية مكافحة المخدرات، التي أدت إلى الحد من انتشارها، خاصة وأن هناك حملة أمنية مستمرة تستهدف بالدرجة الأولى المروجين للمخدرات، واعتبارهم الحلقة الأكثر خطورة في انتشار ظاهرة آفة المخدرات في المجتمع الأردني.
واللافت انه بعد تاريخ 27 /1/ 2022، توقفت عمليات التسلل جزئيا عبر الحدود لمهربي وناقلي المخدرات وتحديدا “حبوب الكبتاغون” بعد أن دخل المتسللون بمواجهات مسلحة مع قوات حرس الحدود، أسفرت عن مقتل 27 شخصا منهم ما بين ناقل ومهرب، إضافة إلى مقتل ثلاثة متسللين في عملية لاحقة، نفذت خلال منخفضات جوية، يستغلها المتسللون كونها تضعف الرقابة الإلكترونية على الحدود، الأمر الذي شكل لدى عصابات المخدرات في الداخل السوري واللبناني رسالة مفادها (أن الموت مصير من يسعى لتهريب المخدرات للأراضي الأردنية).
وكانت القوات المسلحة غيرت قواعد الاشتباك العسكري بعد حادثة استشهاد النقيب محمد خضيرات وإصابة 3 آخرين في مواجهة مسلحة مع المهربين جرت في منتصف كانون الثاني(يناير) الماضي، الأمر الذي خول مرتبات الحدود لإطلاق النار مباشرة في حال وصول المتسللين إلى المنطقة المحرمة بين الحدين “السوري الأردني” وعدم إنذارهم بضرورة التوقف وتسليم أنفسهم.
وعلى صعيد كبح آفة المخدرات، فان لدى إدارة مكافحة المخدرات حملة أمنية تستهدف المروجين على وجه التحديد بناء على معلومات استخباراتية تعتمد عليها مكافحة المخدرات في تحديد بؤر الترويج، فلا يكاد ينقضي أسبوعا حتى يعلن المركز الإعلامي في مديرية الأمن العام عن مداهمة اوكار المروجين وضبط مواد مخدرة واسلحة اوتوماتيكية بحوزة المروجين.
ويعتبر المروج هو العنصر الأخطر في تجارة المخدرات ونشرها داخل المجتمع الأردني، فهو حلقة الوصل بين تاجر المخدرات والمتعاطي، وفي حال القبض عليه، فتنقطع العلاقة بينهما، فيما تمتنع محكمة أمن الدولة عن تكفيل المروجين، إضافة إلى انها لا تأخذ بالأسباب المخففة التقديرية في حال ايقاع العقوبة بحقهم.
وتعتبر حبوب “الكبتاغون” أكثر المواد المخدرة انتشارا بين المتعاطين، ذلك لان معظم عمليات التهريب القادمة من الأراضي السورية، تكون لمصانع تنتج حبوب الكبتاجون في سورية ولبنان وهي مرتبطة بتنظيمات وميليشيات ذات اجندات سياسية، تمهيدا لارسالها إلى دول الاستهلاك عبر الأراضي الأردنية، وفي حال حالت الظروف لعدم ايصالها بسبب خطورة خطوط التهريب والمتابعة الأمنية الحثيثة يتم ترويجها وبيعها في الداخل الأردني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى