الشاشة الرئيسيةمقالات

الخوف من ماذا …لدينا وطن فلنحافظ عليه من العاديات

.
د.عبدالمهدي القطامين
اشعر بالفزع والخوف بكل اشكاله واليأس الممزوج بالحيرة كلما قلبت ناظري واعملت فكري في حالة هذا الوطن الممتد من الماء الى الماء فثمة الكثير مما يؤلم ويجرح القلب ويؤذي المشاعر .
في سورية الكثير من القتل والتشظي وسؤال الهوية الذي ما زال يتأرجح وفي العراق سؤال الهوية ذاته ما زال بين شد وجذب وفي اليمن ثمة حرب لا يعرف لماذا ومن اطرافها وفي السودان يقتتلون على حكم اناس مغبرين يحاصرهم الجوع لكن صراع الكرسي يدور طاحنا معه كل شيء وفي فلسطين عدو بائن بينونة كبرى لكن الانقسام بين المحتل ما زال سيد الساحة وعنوان المرحلة المؤلمة …ثم اذا قلبت ناظريك عما نقدم في مسيرة الحضارة كعرب اصحاب رسالة خالدة نجدنا اضحينا مثل صفر على الشمال لو كررته الف مرة سيظل الرقم بلا معنى ولا جدوى .
في وطني الاردن الذي يتقلب منذ خلق على جمر الغضى ونار التحالفات ما زالت الكثير من الاسئلة تدور في حلقة مفرغة وينبري من يشعل النار ويزودها بالحطب
وهذا الوطن الذي ظل كما يقول المثل مثل” بيضة القبان ” كان يكتم وجعه ويضم من اتعبتهم اوطانهم الى صدره وظل اهله يلهجون ب” يا حي الله” كلما وافد اتى ليطمئن من خوف ومن وجع …ما زال هذا الوطن مشرقا طيبا والنار تتناوش اطرافه من كل الجهات وهو يعلم ان اي لحظة ضعف هي بداية فرط عقد طوقه الفريد فبني منذ نشأت دولته الحديثة على فرضية التعاون وليس الاختلاف ونظرية البناء وليس الهدم ونظرية الوحدة وليس التفريق ونظرية ان لم تكن معي فلا تكن ضدي لكن البعض على حين غفلة وعن سوء قصد ما فتأ يطرح سؤال الهوية يلقيه هنا او هناك ثم يقف متفرجا
ليرى كيف يتصارع بالكلام بعض ممن اغواهم ان” الدنيا قمرا وربيع “ومن الهتهم سعة العيش في البحث عن مكامن الاختلاف والفرقة بديلا عن تعزيز قيم التسامح والوفاء لوطن ضمهم ذات جوع وآواهم ذات خوف .
لأولئك من اردفناهم على الحصان ثم في غفلة تسللت اياديهم نحو الخرج بحثا عن مغنم هناك وصفقة هنا اقول رب كلمة تقول لصاحبها دعني وما اكثر الكلام الذي يقال فيقول الكلام لقائله …يا اخي حل عني فقد بدا وجهك القبيح .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى