الشاشة الرئيسيةمقالات

بناء القيادات القدوة في مؤسسات المجتمع الأردني

أ.د ابراهيم بظاظو

الغواص نيوز

يعد بناء القيادات القدوة من العناصر الأساسية التي تعتمد عليها العديد من المؤسسات الريادية على المستوى الدولي، لذا تسعى الدول باستمرار نحو التأكيد على رعاية وتمكين القيادات القدوة وحمايتها من كافة أوجه الاغتيال والتشويه المتعمد، من هنا نطرح السؤال الآتي: هل يمكن بروز قيادات تتمتع بالمعرفة والمسؤولية والشخصية القيادية في قطاعات الدولة الأردنية ونحن على أبواب المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية.
ترتقي الدول بمواردها البشرية التي تعد صمام أمان تطورها وتقدمها، لذا تسعى بكافة الامكانيات والطاقات لبناء القيادات من ذوي الكفاءة والقدرات الخاصة، وتسعى الدول للحفاظ عليها وتمكينها ورعايتها من منطلق صناعة المستقبل المعتمد على المورد البشري المستدام، فاستراتيجيات التطوير المستدام في هذه الدول المتقدمة لا تعتمد فقط على تطوير المقومات الطبيعية فيها، وإنما تسعى أيضا إلى خلق نماذج قيادية ضمن مفهوم المورد البشري المتميز لقيادة المؤسسات نحو الرقي والتقدم، مما يشكل توازن حقيقي بين جناحي عملية التطوير والمتمثل بالمورد البشري والمورد الطبيعي في هذه الدول.
يسهم انتهاج الدولة الأردنية في تمكين القيادات المجتمعية في مؤسسات الدولة إلى بزوج فجر المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية بخطى واضحة المعالم لقيادة عملية النمو والتطوير بشكله المستدام، والمستند على الفكر الريادي ذو الصبغة الابتكارية المرتكزة على تعميق مفاهيم المجتمع المعرفي في قيادة مؤسسات الدولة الأردنية، ولكن السؤال المطروح لماذا تعاني القيادات المجتمعية في قطاعات الدولة الأردنية إلى التهميش داخل المؤسسات، أو إلى اغتيال الشخصية مما يستقر بها المطاف إلى الهجرة لدول الاقليم العربي أو إلى المجتمعات الغربية، والحديث يطول عن انجازات القيادات الأردنية المهاجرة في كافة القطاعات في الدول التي تعمل فيها، مما يستوجب علينا في الأردن تغير استراتيجيات تطوير القطاع العام بشكل يسهم في تمكين هذه القيادات من ذوي الفكر الريادي في قيادة قطاعات الدولة الأردنية وحمايتها من اغتيال الشخصية وخاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت من التحديات التي تواجه قيادة المؤسسات بشكل ريادي؛ بسبب خوف القيادات من التشهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تعاني العديد من المؤسسات وخاصة في القطاع العام من عدد من الاشكاليات وعلى رأسها محاربة الأشخاص من ذوي الفكر الريادي بسبب خوف المسؤول الأعلى في السلم الوظيفي والغيرة التي تتولد إلى الحقد ومحاربة النجاح ووقف عجلة التطوير، واختيار قيادات ضعيفة وتهميش واستبعاد أصحاب الكفاءة، مما يؤدي إلى حالة من الإحباط لدى أصحاب الكفاءة والتفكير جدياً بالهجرة إلى الخارج، كما أن العديد من القيادات المتميزة على رأس مؤسسات القطاع العام لا تعطي كل ما لديها بسبب انشغالها الدائم بالعمل خارج الأردن من خلال الحصول على عقود عمل خارج الأردن لتحصيل مزايا مادية أعلى .
يجب التركيز للإنطلاق إلى مئوية الأردن الثانية على صناعة القيادات الشابة، والتي تتم عبر صنع حالة من التحفيز، وشحذ همة الشباب ورعاية أفكارهم الخلاقة، مما يستلزم عملية صناعة القادة تعليمًا مستمرًا، يستند على الكفاءة وتكافؤ الفرص وسيادة القانون، ومن هنا يأتي الحديث عن أهمية خلق كوادر شبابية في كل مفاصل الحياة، ودفع دماء جديدة في كل زاوية من زوايا المؤسسات الرسمية والأهلية في الأردن، مما يستوجب علينا في الأردن إلى صناعة جيل من القادة يستطيع بناء مستقبل بلاده على وعي وأسس سليمة، وفي هذا السياق، يجب التركيز على إطلاق المبادرات والبرامج والتشريعات والمراكز المتخصصة التي تقوم على هذا الفكر لتشجيع المواهب والنوابغ، ليكونوا كوادر مؤهلين تجمع بين الخبرة والكفاءة.
يعد صناعة القيادات والمحافظة عليها وتمكينها وفقاً لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه، تستلزم وجود جهة اشرافية على مستوى الدولة لرعاية القيادات المجتمعية بكافة المجالات تستند على عدد من المبادئ الأساسية ومنها: التنوع والإشراك، والاستشراف الاستراتيجي، والتفكير الريادي، التي من شأنها تنمية كفاءات وقدرات القيادات الأردنية الشابة في مجالات التفكير الإبداعي، وتطوير قدراتهم ومهاراتهم لمواكبة أحدث المستجدات وتهيئتهم ليصبحوا قادة المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى