الشاشة الرئيسيةمقالات

منهاج الثقافة الوطنية بين النظرية والتطبيق

د. عبدالمهدي القطامين
يبدو ومن خلال التجربة العملية وقد درست مادة الثقافة الوطنية في احدى جامعاتنا الرسمية ان واضعي هذا المنهاج إضافة الى مدرسي المنهاج ومن وضع اليات لتدريس قد وقعوا كلهم في نوع من التسويف الذي افضى الى غياب المنهاج عن تنمية اي ثقافة لدى الطلبة بل وشوه لديهم الكثير في بعض الأحيان .
اولى ما ارتكب من خطايا بحق الثقافة الوطنية في بدايات إقرارها كمتطلب اجباري جامعي هو جعلها مادة نتائجها ناجح راسب ولم تكن هناك علامة تحتسب في معدل الطالب الامر الذي دفع الطلبة الى اهمالها وعدم الاهتمام بها وحين تنبهت الجامعات او من يشرف على تدريس هذه المادة تم تعديل الامر لتصيح مادة مقررة لها علامة تحتسب في المعدل العام للطالب لكن هذا التعديل ظل قاصرا نتيجة للنظرة السلبية من قبل الطالب لأهمية المادة ومحتواها .
وثاني خطايا تدريس هذا المنهاج المهم هو جعلها مادة “اون لاين ” حتى ان الأستاذ والطالب لا يلتقيان ابدا في أي قاعة دراسية ولا حتى لقاء تعارفي الامر الذي جعل الطالب غير معني بمتابعة الدرس والمحاضرة وربما اضطر الى فتح هاتفه لكي يثبت للاستاذ انه يتابع المادة فيما هو يلعب الورق او يتسلى باي وسيلة ترفيه اخرى .
ثالث الخطايا التي ارتكبتها الجامعات هو تجميعها كافة الطلبة في شعب يزيد عدد منتسبيها عن 100 طالب ومنحت وقتا مدته ساعة واحدة للمحاضرة وهو ما جعل المادة تسلق سلقا دون الغوص في فلسفتها واهميتها وتأثيرها على تنمية الهوية الوطنية لدى الطالب .
ورابع الخطايا هو قيام الجامعات بالتعاقد لتدريس المادة مع أساتذة من خارج الجامعات لتدريس المادة دون حتى معرفة سوية المدرس ومعرفته وثقافته وقدرته على إيصال الرسالة غير مشوشة للطلبة .
واذكر ان احد المشرفين على الخطة التدريسية للمادة أشار الى إجابة احد الطلبة على سؤال حول الانتخابات النيابية على انها إجابة نموذجية وكان الطالب قد دون في اجابته “ان من مزايا قانون الانتخابات الجديد انه منح او عزز بعض الأقليات الأجنبية مثل الشركس والشيشان حق الانتخاب والترشح ” ولكم ان تتخيلوا الإجابة والاشادة المرة بها من قبل القائم والمشرف على تدريس الثقافة الوطنية اذ اسقط في اجابته وبجرة قلم الوطنية عن شريحتين مهمتين من شرائح المجتمع الأردني الواحد وجعلهما أجانب .
داخل نص المادة هناك الكثير من المواضيع المثيرة للجدل والتي ينبغي إعادة النظر فيها حذفا وتعديلا واضافة بعض ما سهى عنه او تعمد ان يسهو من وضع المادة عن فلسفة الثقافة الوطنية وامتداد الأردن وهويته الثقافية الوطنية والقومية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى