الشاشة الرئيسيةمقالات

اللجنة الملكية وحوارات رئيس مجلس الأعيان

الغواص نيوز

بقلم منتصر ابو عبدالله

بداية كمواطن يدعو للإصلاح ويتوق إليه أؤكد تفاؤلي بمخرجات اللجنة الملكية المكلفة بتحديث المنظومة السياسية والتي كلفها جلالة الملك مؤخراً برئاسة دولة السيد سمير الرفاعي وبمخرجات الحوارات التي قادها دولة السيد فيصل الفايز رئيس مجلس الأعيان حول الإصلاح في الأردن والتي كان لي شرف المشاركة في واحدة منها، ولا أرى أي تناقض أو تعارض بينها للاعتبارات والحقائق التالية:
أولاً: علينا أن نكون ايجابيين ما دمنا ننشد الإصلاح بدعم أي جهد من شأنه أن يؤدي إليه حتى وإن لم يأتِ بالشكل والصيغة التي يتصورها البعض منا.
ثانياً: هناك ضمانة ملكية أمام الأردنيين والأردنيات بتبني نتائج عمل اللجنة من خلال الحكومة وتقديم هذه النتائج إلى مجلس الأمة فوراً ودون أي تدخلات أو محاولات للتغيير أو التأثير.
ثالثاً: الخطوط العريضة لمهام اللجنة الملكية كما وردت في رسالة تكليف رئيسها تكاد تكون موضع إجماع لكل من ينادي بالإصلاح.
رابعاً: بعيداً عن الشخصنة والإغراق في التخوفات والتركيز على السلبيات تضم اللجنة الملكية في عضويتها شخصيات وطنية وازنة لا يمكن لأحد المزايدة عليها.
خامساً: للجنة فترة محددة تنهي خلالها أعمالها وتقدم توصياتها ومشاريع القوانين المقترحة تمتد منذ تشكيلها في 10/6/2021 ولغاية موعد انعقاد الدورة العادية لمجلس الأمة والتي يحددها الدستور في الأول من شهر تشرين الأول أي في 1/10/2021، وهي فترة ليست طويلة للحكم على مخرجات اللجنة علاوة على الإشارة الواضحة بتزامن السقف الزمني لتقديم نتائج أعمال اللجنة مع موعد انعقاد الدورة العادية للمجلس.
سادساً: لم يكن تشكيل اللجنة الملكية مفاجئاً للمهتمين والمتابعين، فقد أعلن رئيس مجلس الأعيان في الاجتماع الذي أشرت إليه بتاريخ 6/6/2021 وفي معرض جوابه على استفسار حول مدى توفر الإرادة والجدية في الإصلاح هذه المرة مقارنة مع مرات عديدة سابقة أنه سيصار إلى تشكيل لجنة ملكية برئاسة “شخصية وطنية” دون أن يسميها لإدارة المرحلة وإكمال المشوار حيث سيتم وضع مخرجات هذه الحوارات بين أيديها بعد رفعها لجلالة الملك كواحدة من المصادر التي يمكن الأخذ منها والاستئناس بها.
سابعاً: آخر الجلسات الحوارية لرئيس مجلس الأعيان كانت بتاريخ 7/6/2021 بعد أن غطت كافة شرائح المملكة.
ثامناً: بتاريخ 8/6/2021 وخلال جلسة لمجلس الأعيان أعلن رئيس المجلس اكتمال الحوارات التي جرت مع ممثلين عن مختلف القوى السياسية والاجتماعية والنقابية والدواوين والروابط العشائرية ومختلف مؤسسات المجتمع المدني في محافظات المملكة كافة عبر لقاءات بلغت 22 لقاءً وأنه بصدد رفع تقرير لجلالة الملك حول مخرجاتها.
تاسعاً: بتاريخ 10/6/2021 أُعلن عن تشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية.

وهذا التفاؤل لا يعني بحال من الأحوال منح العصمة لهذه اللجنة او الحكم بحتمية نجاحها مسبقاً وقبل أن تباشر أعمالها أو ظهور مخرجاتها، وإنما هو إحساس مبني على قناعة مستندة إلى العديد من المؤشرات المطمئنة والتي تم المرور على أبرزها دون تضخيم أو تهوين، لأنه وبخلاف ذلك لن يحتمل المواطن الأردني مزيداً من اليأس والإحباط.
فها هي فرصة قد أتيحت للإصلاح، إما أن ندعمها حتى يُكتب لها النجاح بإذن الله، وإما أن نحاربها ونفشلها فيكون البديل مزيداُ من الفساد والإفساد لا قدر الله.
ودمتم،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى