الشاشة الرئيسيةمحليات

العقبة تحتفي بشجرة “الدوم”.. هوية المدينة وتاريخها

أضاءت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة أقدم شجرة بتاريخ العقبة “الدوم”، التي اشتهرت بها منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة، وكان يستخدم للأكل والاستطباب، ويعد مصدرا لصناعة البسط والسلال.
وفي منطقة تتوسط الفنادق، قامت السلطة بتزيين الشجرة بإضاءة ليلية جاذبة للزوار والسياح تكريما للشجرة، التي تعد من أهم رموز مدينة العقبة، فهي من أقدم شجر المدينة، ومن معالم تراثها.
وتزينت شجرة “الدوم” كذلك بصدر صفحة كتاب “أشجار العقبة التاريخية” للباحث في تراث العقبة عبدالله كرم المنزلاوي ياسين، إضافة الى رمزية الشجرة في العديد من المؤتمرات والفعاليات التي تحكي تاريخ العقبة، وتعكس هوية المدينة التاريخية والسياحية.
ويقول الباحث في تراث العقبة المنزلاوي “إن ثمرة الدوم تتميز بشكلها المستدير ولونها البني اللامع وملمسها الأملس، حيث تتكون من طبقة خارجية رقيقة لحمية القوام وقاسية بعض الشيء، ذات مذاق حلو، وبذرة كبيرة صلبة بيضاوية الشكل”.
وأشار المنزلاوي إلى أن الأطفال قديماً كانوا يشترونها من العربات الخشبية للباعة المتجولين كنوع من التحليات، كما يقوم أهل العقبة بتحميص اللب بالسكر وتحويله إلى مشروب صيفي بارد ومنعش ومفيد للجسم، فهو غني بالبروتين والفيتامينات والمعادن، كما ويساعد على خفض ضغط الدم.
ويعد الدوم من النخيل المُعمرة لآلاف السنين والمعروفة منذ القدم، وهي تتحمل درجات الحرارة المرتفعة، فهو نخيل صحراوي، ويقال إن غارسه لا يأكل منه، لأنه يأخذ سنوات طويلة حتى يُثمر، تتعدى ثلاثة عقود، وهو نبات يتحمل درجة الحرارة العالية وقلة المياه، لأن جذوره تمتد في أعماق الأرض لأكثر من 1000 متر، وذلك بحثًا عن المياه الجوفية، ويزرع “الدوم” بكثرة في مصر، وهو نادر جدا في العقبة.
ويوضح المنزلاوي أن نخلة الدوم متفرعة تفرعا ثنائي الشعبة، ويصل ارتفاعها من 15 إلى 20 مترا، وينتهي كل فرع من فروعها بحزمة من الأوراق، عددها من 20 إلى 30 ورقة، مستديمة الخضرة راحية التفصيص، بديعة المنظر، حيث إن الورقة مروحية الشكل، وتوجد أشواك سوداء اللون كبيرة الحجم على أعناق الأوراق، ويحمل النبات أزهارا أحادية الجنس وهو وحيد المسكن.
ويستخدم الجريد في عمل السلاسل والجبال، كما يستفاد من خشبه في النجارة وتتكاثر نخلة الدوم بالبذور والفسائل (الخلفات)، والدوم غني جداً بالعديد من الفيتامينات والعناصر الغذائية المهمة التي تجعل منه نبتة علاجية، دوائية، مفيدة، وضرورية. ويحتوي الدوم على النياسين وفيتاميني (أ) و(ب)، كما أنه غني بمواد وعناصر مضادة للأكسدة مثل (مركبات الفلافونويد).
ولشجرة الدوم فوائد علاجية كبيرة، فهي تساعد بشكل كبير على علاج الربو وتعمل على معالجة تضخم البروستاتا، وكذلك تفيد المرضى الذين يعانون ارتفاعا دائما في ضغط الدم، ومنقوعه يستخدم على فروة الرأس ويساعد على إنبات الشعر، ويفيد في حالات الصلع، إضافة الى قدرته على خفض نسبة الكولسترول في دم الإنسان، ولب ثمار الدوم غالباً ما يكون لعلاج ضربة الشمس، كما يتم استخدام نبات الدوم من أجل علاج حالات الإصابة بالبواسير، ويستخدم أيضا في علاج التقرحات التي تصيب الفم، ويعمل كمسكن لآلام الأرجل وتعزيز ذاكرة الإنسان وحماية سلامة الأعصاب ومكافحة الشيخوخة، وإبطاء نمو الخلايا السرطانية في الجسم ومحاربة السرطان عامة.
واشتهرت أيلة “العقبة” منذ عهد قديم بدومها، وقد جاء لهذا ذكر في شعر قديم للشاعرة ليلى الأخيلية، فقالت تمدح بذلك همام بن مطرف، وهو من ولد الخليع من بني مطرف العامريين وتغمز من قناة عبد الله بن الزبير وتعرض به:
لمّا تخايلت الحُمول حسبتها.. دوماً بأيلةَ ناعماً مكموما.
والجدير بالذكر أنه ما يزال يوجد بعض أشجار الدوم القليلة في العقبة إلى يومنا هذا، فيوجد فقط شجرة دوم أنثى واحدة في العقبة، بينما بقية الأشجار وعددها 15 ذكرية.
ويعد الموطن الأصلي لهذه الشجرة النادرة النصف الشمالي من إفريقيا، حيث تنتشر على نطاق واسع في منطقة الساحل، إضافة الى بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية، وتميل نخلة الدوم إلى النمو في المناطق التي توجد بها المياه الجوفية ويصل طولها الى 17 مترا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى