الشاشة الرئيسيةفكر وثقافة

رسالة في بريد القدسِ

الغواص نيوز
———————
يبكي الصباح على أبوابها ندماً
والشمس تذرف دمع القلب مدرارا
على جراحٍ بصدر القدس نازفةٍ
طب العروبةِ في تضميدها احتارا
فالقدس آهتها جمرًٌ يحيرنا
وليس يوقظ في أعماقنا نارا
رغم الحصار لتكبيرات مسجدها
ورغم تهويد من قد طوقوا الدارا
فمن ينام على ضيمٍ سيعجزه
أن يسعف الجرح مهما ادرك العارا
فاضت همومٌ بقلب القدس وانسكبت
على مشاعرنا الخرساء أمطارا
فما تندّى جبينٌ نمّ عن خجلٍ
فينا وعن صمتنا لم نبدِ أعذارا
فكيف للقدس أن تحيي بنا أملاً
وسقف آمالها في عزمنا انهارا ؟!
فلا وعدنا بِشَيْءٍ في رسالتنا
والوعدُ مفتقرٌ صدقاً وإيثارا
وكيف نعربُ عن صحوٍ لنخوتنا
والنوم في نومنا الموصوف قد حارا
وإن فتحنا جفوناً عند يقظتنا
لم نستطع في مدى الإبصار إبصارا
كلعبةٍ في يد الأمواج مركبنا
قمنا نولّي لريح الليل أدبارا
لكنّ في القدس فرساناّ وفارسها
يردّ عن مهبط الإسراء أشرارا
ويفتدي المسجد الأقصى بمهجتهِ
إذا دَنَا الخصم من أقصاه أمتارا
فمن تدافعْ عن المحراب قبضته
يزدْه ربّ الحمى عزماً من بأمتها
فلا ترى نصف مليارٍ ومليارا
يأتون للقدس من شرقٍ ومن غربٍ
وقد جروا لربوع القدس أنهارا ؟!
لكنّ قلباً لها دوماً يحدثها
عن أمةٍ لم تطق ذلاً ولا عارا
لسوف تدفعها للقدس نخوتها
وقد توجّهُ للمحتلّ إنذارا ..
فلو أصابت قلوب القوم دمعتها
بجمرةٍ أيقظت عزماً وأحرارا
لما تمادت على قدسٍ لنا دولٌ
أو بادلت بعضها في الظلم أدوارا
– شاعر القدس –
علي البتيري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى