الشاشة الرئيسيةمقالات

الفلسفة تعود لمدارسنا؟

بقلم الدكتور جميل الشقيرات

قرار مجلس التربية والتعليم بعودة مادة الفلسفة في مناهج الصفوف الثانوية بعد غياب واجحاف دام ثمانية وأربعين عاماً ،خطوة تستحق الإشادة لأن مردودها في بناء قدرات الطالب وتمكينه من امتلاك أسس التفكير وإعمال العقل سيكون كبيراً وهذا ما نسعى ونطمح اليه لإصلاح مدخلات التعليم ومخرجاتة.
بداية لا بد من طرح سؤال..لماذا غُيبت هذه المادة عن مناهجنا كل هذا الوقت في الوقت الذي كانت وما زالت الدول المتقدمة تعنى بها كأساس للمنطق والعقل لدى اجيالهم؟
هل غُبيت لانها تؤدي إلى توعية اجتماعية وسياسية وأخلاقية وانفتاح على قضايا المجتمع تزعج أصحاب السلطة والقرار؟
هل هذه المادة أكبر من عقول أجيالنا ولا يستطيعون التعامل معها وفهمها بشكل صحيح؟
ام لأنها تحرر الإنسان من التبعية والعنصرية والطائفية التي كُرست في مجتمعاتنا العربية؟
ام لأنه لا يتوفر معلمين أكفاء ومتخصصين لتدريسها؟
اعتقد ان قرار عودة مادة الفلسفة لمدارسنا جاء بعد ادراك أصحاب القرار للاضرار المترتبة على غيابها عن مناهجنا ومدى تأثيرها الايجابي في بناء المواطن المستقل في تفكيرة والمتوازن في شخصيتة.
ستقدم هذه المادة لأجيالنا كيفية توظيف عقولهم من خلال التساؤل والحوار والتفكير النقدي والابداعي ونبذ العنف وخطاب الكراهية، وتساعدهم ايضاً على تشكيل وعي إيجابي وقدرة على تقديم أنفسهم للاخرين والتعامل مع كافة القضايا خصوصاً ونحن نعيش عصراً تناقضت فية معاني القيم والاتجاهات في ظل سطوة وهيمنة التكنولوجيا ووسائلها المتعددة.
كلنا يعلم اننا نعيش في عالم متسارع ولن ننجح بمجابهتة والتكيف مع متغيراتة الا بإنارة العقول والاهتمام بالتعليم والثقافة كركائز للتغير لاي مجتمع يصبوا للتقدم .
وتبقى مسؤولية وزارة التربية والتعليم التالية توفير معلمين ومختصين لتدريس هذه المادة بطرائق تدريسيةحديثة تلائم أهداف هذه المادة ونتخلى عن اسلوب التلقين الذي ما نزال نعاني منه في تعليمنا، ولنعلم ان أجيالنا ليست أوعية لنملأها بل هم جذوات نوقدها…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى