اعتاد المواطنون في سمنو الليبية على أن تظهر مدينتهم مع ظهور هلال العيد وتختفي مع اختفائه، حيث تقع الواحة الصغيرة في جنوب البلاد وقرب عاصمة الجنوب سبها.

عقدة سمنو التي لم تفارق الليبيين بدأت في عام 2019 فعقب أن أعلنت دار الافتاء الليبية عن موعد عيد الفطر المبارك والذي لم يكن غد ذلك اليوم، استيقظ أهالي المدينة وتوجهوا نحو المحكمة وأكدوا أنهم رأوا هلال العيد، لتعلن دار الافتاء عن موعد العيد الجديد على تمام الساعة الثالثة فجرا استجابة لشهادتهم!
في ذلك العيد اتجه الليبيون على عجل وقاموا بفتح محالهم التجارية نظرا لأن العادة تحتم على المواطنين شراء ملابس جديدة في العيد، كما فتح الخياطون محالهم، وازدحمت الشوارع بالمواطنين، كل يجري على حال سبيله محاولا أن يختار زيا مناسبا له ولأطفاله على عجل.
خياطون كثيرون أقفلوا وبحوزتهم ملابس وأزياء مواطنين، ليزدحم عليهم الزبائن ويتراصون مطالبين باتمام أزياءهم لأن موعد العيد تبدل وكان لسمنو قول آخر!
قصة سمنو باتت طرفة في كل عيد، حتى إن إعلان دار الافتاء عن دخول رمضان أو موعد العيد، بات موضع قلق يضع معه المواطنون أيديهم على قلوبهم خوفا من حدوث المفاجأة، تصاحبهم ذكرى ذلك العام، ولسان حالهم يقول: لطفا، لا تفعليها يا سمنو!
أهل سمنو اتخدوها عادة طريفة، حيث يخرجون في كل سنة متحدين لدار الافتاء الليبية، باحثين عن أثر للهلال، متمنين أن تصدف الرؤية وأن تصدق، حتى بات لسان حال جمعيات الفلك والعلوم يقول «لا تحاولوا عبثا» .
دار الافتاء في هذا العام، قطعت الشك باليقين، وقالت خلال بيانها بأنها لن تعتد بأي شهادة لاستحالة رؤية الهلال فلكيا، في احترام لعلم الفلك وتفاديا للشكوك والشهادات، ولكن سمنو أصرت وخرجت بمعداتها باحثة عن هلال العيد.
يُشار إلى أن واحة سمنو تقع شمال شرق مدينة سبها بمسافة 60 كم، وجنوب واحة الزيغن بمسافة 10 كم وبمسافة 30كم عن واحة تمنهنت.
وتُشكل هذه الواحات (سمنو، الزيغن، تمنهنت) ما يُعرف بوادي البوانيس الممتد من الجفرة شمالا وحتى غدو وتمسه جنوبا، ومن الوادي الكبير الفاصل بين الجنوب الشرقي والجنوب الغربي لليبيا شرقا حتى وادي الشاطي وحدود سبها الإدارية غربا.
ويُقدر سكان الواحة بـ5000 نسمة، وتتوفر على بعض المرافق والخدمات العامة مثل مقر بلدية وادي البوانيس.