الشاشة الرئيسيةدولي

مسيرة “الأعلام” هل ستَكون الاختِبار الأوّل والأسرَع لحُكومة بينيت الإسرائيليّة الجديدة؟.. كيف نصَب نِتنياهو هذه المِصيَدة لإفشالها؟ وهل ستُشعِل فتيل حرب الصّواريخ مُجَدَّدًا في ظِل الاستِنفار الفِلسطيني الشّامل؟

الغواص نيوز ……رصد

مسيرة الأعلام التي من المُقرَّر أن يُنظِّمها المُتطرّفون اليهود غدًا الثلاثاء في القدس المحتلّة ستكون أوّل اختِبار للحُكومة الإسرائيليّة الجديدة بزَعامة نفتالي بينيت التي منَحها الكنيست الثّقة يوم أمس بفارقِ صوتٍ واحد فقط، لأنّ إقرار هذه المسيرة الاستفزازيّة قد يُؤَدِّي إلى مُواجهاتٍ دمويّةٍ مع المُرابطين العرب والمُسلمين المُدافعين عن المدينة المُقدَّسة وأقصاها، وتأجيلها أو إلغاؤها سيَكشِف ضعفها وتردّدها.
القِوى الوطنيّة الفِلسطينيّة سواءً في المناطق المُحتلّة عام 1948، أو الضفّة الغربيّة المُحتلّة، أعلنت حالةَ الاستِنفار ودعت أنصارها إلى شدّ الرِّحال إلى المسجد الأقصى المُبارك غدًا الثلاثاء لحِمايته من المُستوطنين المُشاركين في هذه المسيرة، كما اعتبرت لجنة المُتابعة العُليا والقِوى الوطنيّة والإسلاميّة يوم الغَد يوم غضب عارم، وناشَدت فصائل المُقاومة في غزّة ولبنان بمنع هذه المسيرة التي تُشَكِّل لَعِبًا بالنّار لا يُمكِن السُّكوت عنه.
بنيامين نِتنياهو رئيس الوزراء المهزوم تعمّد تأجيل هذه المسيرة إلى يَومِ غدٍ كمِصيَدة للحُكومة الجديدة، وخلق أزَمة أمنيّة لها قبل أن تَلتَقِط أنفاسها، لأنّه يعلم جيّدًا أنّ القدس “خَطٌّ أحمر” بالنّسبة إلى الفِلسطينيين، ولن يَقِف المُرابطون المُدافعون عنها مكتوفي الأيدي في مُواجهة هذا الاستِفزاز الذي يُهَدِّد مُقدَّساتهم وهُويّتها العربيّة والإسلاميّة.
بعد حرب غزّة الأخيرة، والانتِصار الكبير الذي حقّقته فصائل المُقاومة فيها، انتهى الزّمن الذي كان يُواجِه فيه أهالي القدس الاعتِداءات الإسرائيليّة وحدهم وباتت صواريخ المُقاومة جاهِزةً في قواعِدها للانطِلاق لنُصرتهم، وضرب الدولة العبريّة، وبُناها التحتيّة في العُمُق، وإرسال مُعظم مُستوطنيها إلى المَلاجِئ طلبًا للسّلامة.
لا نَعرِف كيف سيكون تعاطي حُكومة بينيت اليمينيّة العُنصريّة المُتطَرِّفة مع هذه المسيرة، فهل تسمح لها بالانطِلاق من ميدان باب العامود قلب القدس المُحتلّة، وتَصِل إلى حائط البُراق في مُحيط المسجد الأقصى وقبّة الصّخرة، وتوفر الحِماية الأمنيّة لها بالاعتِداء على المُدافعين ومُقدَّساتهم وأقصاهم، ممّا يعني سفك الدِّماء وسُقوط المِئات من الضّحايا، أمْ أنّها ستُلغِي هذه المسيرة إيثارًا للسّلامة وسَعيًا للتّهدئة، وتُواجِه بالتّالي انتِقادات شَرِسَة من المُعارضة اللّيكوديّة التي يتَزعّمها نِتنياهو انتِقامًا لهزيمتها في الانتِخابات التّشريعيّة الأخيرة؟
في جميع الحالات، وبغضّ النّظر عن قرار الحُكومة الإسرائيليّة في هذا الشّأن، فإنّ الفِلسطينيين، ومن مُختَلف الأراضي المُحتلّة، سيخرجون مُنتَصرين من هذه المعركة، مثلما خرجوا مُنتَصرين من سابقتها في الأقصى وميدان باب العامود وحيّ الشيخ جرّاح، فالأصابع على زِناد الصّواريخ وما علينا إلا الانتِظار، ولن يطول انتِظارنا إلا بضعة ساعات.
“رأي اليوم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى