الشاشة الرئيسيةمقالات

الفوسفات بين عام ٢٠١٧ وعام ٢٠٢٣ ثمة ما يفرح القلب

الدكتور عبدالمهدي القطامين

بتاريخ ٣٠ /٤/ ٢٠١٧ وفي اجتماع الهيئة العامة لشركة مناجم الفوسفات الاردنية قال رئيس مجلس إدارة الشركة الدكتور محمد الذنبيات إن الشركة وصلت إلى وضع غير مقبول بأي معيار من المعايير، وأكد “كنت أتمنى أن نرى الفوسفات الشركة الأولى بوضع أفضل بكثير مما وصلت له”.

وأضاف “كنا نتمنى جميعا أن لا تصل الشركة إلى حالة من الخسائر غير المسبوقة والتي وصلت إلى 90 مليون دينار، ويعود ذلك إلى أسباب كثيرة تتعدى دورة تدني أسعار الأسمدة في الأسواق العالمية وبالتالي انخفاض قيمة اجمالي المبيعات”.

وأكد أن هبوط الأسعار كان يجب أن يرافقه إعادة النظر في ارتفاع تكاليف الإنتاج، ومنها تكلفة المحروقات والمياه والطاقة الكهربائية التي تصل حوالى 45 مليون دينار وتكلفة العمالة والمزايا الوظيفية التي تصل إلى ما يزيد عن 97 مليون دينار وتكاليف التعدين للمقاولين والتي تصل إلى ما يقرب 32 دولار للطن الواحد، وتكاليف تحديث وتطوير المصانع في المجمع الصناعي في العقبة وارتفاع التكاليف الثابتة للمجمع الصناعي والشركات التابعة.

وقال إن هذه التكاليف المرتفعة أثرت بدورها على الأداء المالي لهذه الشركات ما أنعكس بشكل خسائر على في الميزانية المجمعة لشركة الفوسفات.

وأكد أن مجلس الإدارة يدرك أن مواجهة هذه التحديات بحكمة وحلم وحزم ستحول هذه التحديات إلى فرص نجاح، وقال “من هنا فسيتم البدء قريبا بوضع خطة متكاملة لخارطة طريق تكفل معالجة أثار هذه الأزمة عن طريق ترشيد الانفاق والاستغلال الأمثل للموارد البشرية والمادية وزيادة كمية الإنتاج والمبيعات من الفوسفات الخام تدريجياً لتصل إلى حوالي 5ر11 مليون طن سنويا “الى هنا انتهى الاقتباس .
البارحة الموافق ٣٠ / ايلول / ٢٠٢٣ قال الدكتور الذنيبات لصحيفة الرأي الاردنية ان الشركة حققت خلال الخمس سنوات الماضية ربحا صافيا بلغ مليار و١٦٠ مليون دينار
وساهمت بايرادات للدولة بلغت ٥٥٦ مليون دينار ايضا خلال الخمس سنوات الماضية واحتلت المركز السابع للشركات التعدينية في الاقليم والمركز ٧١ بين اقوى الشركات في منطقة الشرق الاوسط واستطاعت ان تحدد خلال هذا العام وفي الربع الاخير منه السعر العالمي للفوسفات كما ارادت هي .
الامر ليس احجية والامر لا يعود لارتفاع السعر العالمي للفوسفات هو بكل بساطة وهنا دعوني استعير بيت شعر للشاعر العراقي المرحوم يوسف الصايغ حين قال …انا لا انظر من ثقب الباب الى وطني لكني انظر من قلب مثقوب …وافرق بين الوطن الغالب والوطن المغلوب ”
هذه هي القصة اذن ان تعمل كما يقول المثل” من قلب ورب” واجزم ان هذا الذي صنعه الدكتور ذنيبات تماما هذا الشاب السبعيني الذي قاد الفوسفات من امواج تتلاطمها ومغارف تغرف منها الى بحر امان وتميز لتكون الشركة الوطنية الاولى ربحا وايرادا وتنمية وتوظيفا .
دعونا نحلل الامر قليلا ففي مطلع المقال وقبل اعوام ست شخص الذنيبات واقع الشركة واعترف بأن خسارتها غير مبررة وان تلك التحديات ستتحول الى فرص وفق خطة استراتيجية تم وضعها ونفذت وهذا ما حدث .
كنت وما زلت اتمنى ان لا ارى شركة وطنية خاسرة وكنت وما زلت اتمنى ان يتم دراسة شركة الفوسفات كحالة دراسية تبين الفرق بين الادارة والقيادة …بين الخطط الاستراتيجية التي وضعت في اكثر من قطاع وانحرفت ليزداد الامر سوءا وبين الخطط الاستراتيجية التي وضعت وانتجت وانقذت شركات متعثرة كخطة الفوسفات او لنسمها خطة الذنيبات .
مشكلتنا في الوطن اننا لا نحاسب من ادار مصلحة فافقرها “ولعن سنسفيل ابوها” ولا نكافىء من قاد مصلحة فانقذها من عثرتها .
انا شخصيا اقول للذنيبات شكرا فقد ابدعت ومن معك في انقاذ شركة كانت خاسرة لتصبح شركة متميزة في كل شيء واقول لمن ما زالت شركاتهم تحقق الخسارة تلو اخرى اتقوا يوما فيه ستسألون ولو بعد حين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى