الشاشة الرئيسيةمحليات

مطالبات بعودة التعليم الوجاهي لـ 3 الأولى ورياض الأطفال

أكد خبراء أن الفرصة ما تزال قائمة للبناء على الدروس المستفادة من جائحة كورونا، وإعادة بناء النظام التعليمي ليعتمد على التعلم عن بُعد، وإعادة النظر في مجمل عناصر المنظومة التعليمية، وإعادة الثقة بالمعلم كشرط أساسي لتحسن العملية التعليمية.
وطالبوا، وزارة التربية والتعليم بالتفكير بشكل جدي للوصول إلى طريقة تعود بها بطلبة الصفوف الثلاثة الأولى ورياض الأطفال إلى التعلم المباشر، حتى لا تتعاظم المشكلة بشكل أكبر.
يُذكر أن البنك الدولي كشف في تقريرين، أصدرهما مؤخرًا، عن أن إغلاق المدارس، جراء جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، يحمل في طياته مخاطر دفع 72 مليون طفل في سن المدرسة الابتدائية (العاشرة من العمر)، إلى “فقر التعلم”، الأمر الذي يعني أنهم غير قادرين على قراءة نص بسيط وفهمه.
ويرسم التقرير الأول، المعنون بـ”تحقيق مستقبل التعلّم: من فقر التعلم إلى التعلم للجميع في كل مكان”، رؤية لمستقبل التعلم، من خلال توجيه البلدان بشأن استثماراتها وما تعتمده من إصلاحات في سياساتها، حتى تتمكن من بناء أنظمة تعليمية أكثر إنصافًا وفاعلية وقدرة على الصمود في وجه التحديات بحيث تضمن أن يتلقى جميع الأطفال تعليمهم وهم يشعرون بالابتهاج، ويتسمون بالالتزام.
أما التقرير الثاني، وعنوانه “إعادة تصور الروابط البشرية: التكنولوجيا والابتكار في البنك الدولي”، فيعرض النهج الجديد للبنك الدولي لتوجيه الاستثمارات في تكنولوجيا التعليم، بحيث يمكن للتكنولوجيا أن تعمل حقًا أداة لجعل أنظمة التعليم أكثر مرونة في مواجهة الصدمات الكارثية مثل جائحة كورونا، والمساعدة في إعادة تصور الطريقة التي تتم بها إتاحة التعليم.
إلى ذلك، قال مدير إدارة التخطيط والبحث التربوي بالوزارة سابقًا، الدكتور محمد أبوغزلة، إن استخدام التعليم عن بُعد كأحد الحلول لضمان استمرارية التعليم خلق واقعًا تعليميًا جديدًا على مستوى المؤسسات التعليمية في ظل جائحة كورونا.
وأضاف أن غياب الاستعداد لمثل هذه التوجهات، أسهم في إحداث آثار سلبية على عناصر المنظومة التعليمية، خصوصًا مهارتي القراءة والكتابة في المرحلة الأساسية من التعلم، التي تُعد المفتاح الرئيس لعمليتي التعليم والتعلم، فمن لم يستطع القراءة لا يستطع الكتابة، وهي أيضا من المهارات الرئيسة التي يتطلبها القرن الواحد والعشرون.
وبين ابو غزلة أن عدم امتلاك الطلبة للمهارات الرئيسة، نتيجة فترة الإغلاقات والتسرب والضعف المتراكم، دفع منظمات دولية للمطالبة بتبني استراتيجية وأساليب تدريسية تفاعلية يتم اعتمادها أساسًا على استغلال التقنيات لدعم وتعزيز مهارة الكتابة والقراءة لدى الطلبة وتحديدًا في المراحل الدنيا.
واعتبر أن ما ورد مؤخرا في تقرير البنك الدولي عن احتمالية مواجهة 72 مليون طالب وطالبة مشاكل في مهارتي القراءة والكتابة يدق ناقوس الخطر، مؤكدًا ضرورة قيام الدول ببناء أنظمتها التعليمية لتكون أكثر إنصافًا وفاعلية وقدرة على الصمود في وجه التحديات بحيث تضمن أن يتلقى جميع الأطفال تعليمهم داخل المدرسة وخارجها.
وأوضح أبوغزلة أن ذلك يمكن الطلبة من المساهمة في التنمية المستدامة على مستوى أوطانهم والعالم، من خلال زيادة الاستثمار في رأس المال البشري، وبالتالي في تحسن دخولهم وتحسن الاقتصاد لدولهم ودول العالم.
وتابع في ظل استمرار الجائحة فالعمل ما يزال يحتاج الكثير بمجال الانتقال من التعليم غير المتزامن الذي يغيب فيه التفاعل المباشر، إلى التعلم المتزامن الذي يحدث فيه تفاعل مباشر بين المعلم والمتعلم، والذي يتيح للمعلم من تمكين الطلبة من مهارتي القراءة والكتابة بشكل مباشر.
ولفت أبو غزلة إلى أنه نظرًا لصعوبة ضبط جميع المتغيرات المتعلقة بالتعليم عن بُعد وتقييمه وضعف المشاركة من قبل الطلبة وأولياء الأمور في تحمل مسؤولياتهم نحو هذا التعلم إضافة إلى فقر البنية التحتية التقنية وطبيعة المناهج التي لم تعد لمثل هذا الشكل من التعلم وضعف الإعداد والتدريب لدى المعلمين في هذه التقنيات، وعدم المساواة في مستوى دعم الوالدين وبيئات التعلم المنزلية، فإن ذلك كله يعتبر من التحديات والمعوقات التي تُعمق عدم المساواة في التعلم.
ودعا، الحكومة والقائمين على العملية التعليمية إلى إعادة النظر في قراراتهم المتعلقة بتعليق دوام طلبة الصفوف الأساسية، وطلبة الثانوية العامة، وطلبة السنة الجامعية الأولى، لأن هذه المحطات التعليمية “أساسية في التمكن من تلك المهارات، إضافة إلى المهارات الاعتمادية البينية المتعلمة من الأقران ومن المعلمين بشكل مباشر. هذا في حال لم يكن القرار شاملًا لعودة جميع الطلبة للمدارس بداية الفصل الدراسي الثاني”.
وأكد أبو غزلة أن الفرصة ما تزال قائمة للبناء على الدروس المستفادة من جائحة كورونا، وإعادة بناء النظام التعليمي الأردني، ليعتمد على التعلم عن بُعد، بحيث يعتمد الطالب على ذاته بالتعلم، وليس بالتعليم عن بُعد، من خلال الاعتماد الكلي على المعلم بالعملية التعليمية، وإعادة النظر في مجمل عناصر المنظومة التعليمية، وإعادة الثقة بالمعلم كشرط أساسي لتحسن العملية التعليمية.
الخبير التربوي، الدكتور ذوقان عبيدات، من جهته قال إن هناك “فقرا” في التعليم بالأردن وفي العالم، وهذه حقيقة تحدث عنها البنك الدولي قبل أزمة كورونا.
وأضاف أنه تم تحديد أسباب هذا الفقر، بأنه ناتج عن جميع العوامل المدرسية المؤثرة مثل المعلم والمنهاج واستراتيجيات التدريس، لافتًا إلى أن المنهاح لا يقدم مادة ذات معنى مرتبطة بحاجات الطلبة.
كما أن الأنظمة التعليمية، بحسب عبيدات، لا تقيس الفهم بل مجرد المهارة، فالمهم أن يقرأ الطالب أو يكتب، وهذا سائد في كل الأنظمة العالمية بتفاوت، منوها إلى أن الامتحانات كالتدريس تقيس الحفظ فقط.
وأكد عبيدات أن أزمة كورونا قد ضاعفت عوامل فقر التعليم، فلا توجد مدارس مفتوحة ولا يوجد تدريس وجاهي ولا امتحانات، فالفقر التعليمي نتيجة منطقية لما يحدث.
وقال لتجاوز مشكلة فقر التعلم يجب التركيز على المهارات الأساسية، وهي: القراءة بفهم والكتابة بفهم، فضلًا عن تخصيص كل الوقت للقراءة والفهم خاصة في الصفوف الست الأولى.
الخبير التربوي، عايش النوايسة، بدوره اعتبر أن التحول نحو التعلم عن بُعد في ظل جائحة كورونا شكل تحديًا كبيرًا أمام وزارة التربية، خاصة لطلبة رياض الأطفال والصفوف الثلاثة الأولى، الذين يحتاجون إلى تعلم مباشر، نظرًا لحاجتهم لتعلم المهارات الأساسية المتعلقة في الكتابة والقراءة والحساب وغيرها.
وبين أن تلك الفئات هي عرضة لما تم التعارف عليه بالفقر التعليمي، الذي أشار إليه البنك الدولي بأن “النسبة المئوية للأطفال في سن العاشرة ممن لا يستطيعون قراءة قصة بسيطة وفهمها”.
واوضح النوايسة أن هذه مشكلة كانت سابقًا، قبل تفعيل نظام التعلم عن بُعد، حيث أشار البنك الدولي العام الماضي إلى أن 52 % من الأطفال في الأردن بالصفوف الابتدائية يُعانون “فقر التعلم. وهذا كان في ظل التعلم الوجاهي”.
وحسب البنك الدولي، فإن جميع الأطفال يجب أن يكونوا قادرين على القراءة بحلول سن العاشرة.
وقال النوايسة إذا كان هذا التقييم وفق معادلة البنك الدولي في ظل التعلم الوجاهي، فكيف سيكون وضع الطلبة في ظل التعلم عن بُعد؟ خصوصًا إذا علمنا أن هناك تحديات كبيرة تواجه عملية تعلم طلبة الصفوف الثلاثة الأولى في جانب المهارات والكفايات الأساسية، في ظل “قصور، وعدم قدرة” المنصات التعليمية والدروس التلفزيونية على بناء المهارات الأساسية للطالب، التي تحتاج إلى التعلم المباشر والمتابعة من قبل المعلم، كونها تعتمد الوصول إلى الجانب الإتقاني للمهارات المختلفة في القراءة والكتابة والحساب.
وطالب، وزارة التربية بالتفكير بشكل جدي للوصول إلى طريقة تعود بها بطلبة الصفوف الثلاثة الأولى ورياض الأطفال إلى التعلم المباشر حتى لا تتعاظم المشكلة بشكل أكبر.( الغد ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى