الشاشة الرئيسيةمقالات

القطامين يكتب .. الملك والعقبة الخاصة توأمان

بقلم -رياض القطامين

عاصرت العقبة الخاصة مذ كانت فكرة في الرؤوس وحلما في الصدور وحبرا على الورق إلى ان تحققت على أرض الواقع إعمارا وإستثمارا كما هي اليوم.

وعاصرت كل توصية وتوجيه ملكي منذ أن قال جلالة الملك عبدالله الثاني (العقبة طفلي المدلل) يوم ان أعلن العقبة منطقة اقتصادية خاصة بإرادة ملكية سامية وتشرفت بأن أكون من بين الحضور آنذاك.

في مئوية الدولة ويوم البيعة والوفاء يحق لنا أن نتوقف في محطات الإنجاز في العقبة حتى لا يصبح جلد الذات ديدنا وثقافة متجذرة ، ففي الأردن والعقبة ما يستحق الشكر والثناء.

وفي سياق متصل بالانجازات أسر لي شخصية حكومية رفيعة المستوى التقيته الاسبوع الماضي في عمان ان لدى كافة مراجع الدولة الأردنية بمختلف مناصبهم ومسمياتهم الآن اوامر ملكية حازمة وصارمة بالعمل المكثف على إستعادة العقبة ألقها وحيويتها وعودتها الى صدارة المشهد تقود قطار الاقتصاد الوطني وتستوعب مستجدات اقتصاديات دول جوار العقبة بحكم التكاملية الاقتصادية.

وما اثلج الصدر ما اضافه المصدر أن الخير قادم للعقبة وما بينها وبين ذلك الخير إلا حاجز كورونا الذي نأمل جميعا بأن يرفع عن البلاد والعباد.

اوامر الملك ليس تبادلا للافكار بل هي رؤية واضحة اكد عليها الملك في كل زيارته للعقبة ولعله اختزلها بحديثه لمجلس المفوضين بقوله (انتم جالسون على كنز) فعلى الجميع في عمان والعقبة التقاط أوامر الملك حيال العقبة ونحن لا نتكلم هنا عن مجرد مدينة بل نتكلم عن رافعة اقتصادية للاقتصاد الوطني واكبر رافد مالي لخزينة الدولة ولعل الدليل على ذلك يتمثل في النمو السكاني المتسارع في العقبة والمرتبط بحجم استثمارات بالمليارات وتوفير فرص عمل بعشرات الآلاف وتنامي أعداد السياحة الخارجية إلى أكثر من 1،500 مليون في 2019 يعني 60% من اجمالي السياحة الخارجية للملكة الى جانب الانتهاء من إنشاء وتأهيل منظومة الموانئ على مستوى عالمي وغير ذلك من الاستثمارات والانجازات التي جعلت من العقبة من طفل مدلل عام 2001 الى شاب يافع يتمتع بكامل حيويته عام 2019 ويتحول على خارطة العالم الاقتصادية قبل أن توقفه الكورونا وتنال من حيويته ونشاطه.

اسوق هذه المؤشرات للمتسابقين من وزراء وأمناء عامين في عمان على تجيير إنجازات العقبة بأسمائهم بحكم مواقعهم الوظيفية دون معرفة تفاصيل العقبة وآلية عملها كمنطقة خاصة وهذا ما لا يريده الملك لأن في ذلك تعطيل لمسيرة العقبة .

العقبة أنشئت بخبرات اردنية عملاقة وانتشرت تجربتها بنجاح في دول أخرى كالمنطقة الاقتصادية الخاصة في سلطنة عمان ( منطقة الدقم الاقتصادية )بقانون وتشريعات وضعها أحد مهندسي العقبة الاقتصادية الخاصة وهو الدكتور بلال البشير وهنا نفخر بتجاربنا وعقولنا الأردنية المعطاءة .

جملة القول أن العقبة بحاجة إلى التكاتف لا إلى التنافس لتنفيذ أوامر جلالة الملك وإعادة بوصلة العقبة إلى وجهتها العالمية كمقصد استثماري طالما ان كل مقومات النهضة متوفرة فيها ولا عذر لأي مسؤول بأن تتراجع العقبة بعد رحيل كورونا ،لكن علينا الاستعداد لهذا الرحيل بخطط عمل محددة زمانا ومكانا ومن أمس لا من اليوم او غدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى