الشاشة الرئيسيةمقالات

الدين لله والوطن للجميع

الغواص نيوز
د. عبدالمهدي القطامين
هذه العبارة التي طالمنا سمعناها كثيرا ولم نتوقف عندها طويلا لا تشير الا الى شيء واحد لا يحتمل التأويل وهو التركيز على قدسية الوطن وعدم احتكاره من فئة او جماعة او حزب او تيار او اتجاه ففي محبته ينصهر الكل ويذوبون وجدا في هواه او هكذا ينبغي ان يكون .
الوطن يجمع الكل بغض النظر عن الدين او الجنس او العرق او اللغة هو قاسم مشترك لكل هولاء وحين يسعى البعض للتفرد فيه تحت اي ذريعة فانهم لا شك خاسرون خسارة كبرى بحجم اتساع الوطن وبحجم طيبته التي لا تنتهي .
ومن الغرائب المدهشات ان ينبري احدهم لسب الوطن او للتذمر منه او لرميه بابشع الاوصاف وحين يكون ذلك فان من يفعل ذاك هو خارج عن اجماع الوطن مغرد او ناعق خارج السوية الانسانية التي فطرت على حب الوطن وتميل الى التوحش في الكثير من الاحيان نحو اثبات الذات المتوحشة التي تجزم دائما انها الصواب وان غيرها البلاء والخطأ .
الانسان بطبعه ميال للمجتمع او اجتماعي كما قال ابن خلدون في مقدمته الشهيرة ولكن مع الاسف ما بتنا نراه اليوم من شذوذ واقصاء على وسائل التواصل الاجتماعي يفيد امرا مؤكدا ان انساننا خرج من عباءة الوطنية الى عباءة اخرى جديدة ربما تبدو زاهية الالوان للبعض لكنها قاتمة السوادفي نظر الاكثرية من ابناء الوطن وما بتنا نسمعه ونراه كل يوم على تلك الوسائل يشي بشيء واحد ان البوصلة لا تتجه بمسارها الصحيح وان ثمة انقلاب طالها وان سهام النقد التي لا تعتمد على الحقائق بل على الشائعات باتت تفت في عضد المجتمع وتقلب كل الالوان الى اللون الرمادي الذي يقع تماما في مرحلة الشك وعدم التيقن وحين يسود مثل هذا فان الخطورة تكمن في انها قد تشكل حالة وعي كاذب لدى العامة حالة لا تقوم على المنطق وتتخذ الشك منهجا لها والطعن وسيلة للوصول الى الاهداف التي ربما تتعارض مع قيم المجتمع وفضائله واعرافه السائدة .
نحن جميعا مدعوون الى اعادة كل حساباتنا فيما يخص الوطن ونموه وتطوره وبقاء اعتمادنا على عد المثالب وتقصي كل ما هو قبيح والصاقه بالوطن هي حالة ثقافية بائسة لا تستند الى علم المنطق ولا الى فقه الواقع هي حالة تاخذنا بعيدا وسط تيارات متصارعة كل يبري فيها سهامه ويوجهها نحو صدر الاخرين وتلك كما يقول علماء الاجتماع حالة متوحشة لا تليق بالانسان السوي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى