الشاشة الرئيسيةمنوعات

المرأة التي تُعِد الطعام في رمضان “أكثر أجرًا” من زوجها الذي يقرأ القرآن في المسجد.. الشيخ السعودي عبد الله المطلق يُبشّر النساء بفتواه ويعتبر عملهن في المطبخ عبادة

الغواص نيوز

تَبذُل النساء عُموماً على اختلاف هُويّاتهم، وأوطانهم، وثقافاتهم، جُهدًا كبيرًا فيما يتعلّق بأمور المنزل، من التنظيف والطبخ، وتربية الأطفال والأبناء، وهذا الأمر يتزايد في الأعياد والمُناسبات العامّة، وقد يكون الأمر مُضاعفاً على السيّدات في شهر رمضان، والذي يصوم فيه المُسلمون قُرابة 29 يوماً، وهو ما يُحتّم على الزوجة، الأم، الأخت، والابنة، تحضير موائد الطعام، وفيها ما لذّ وطاب، حتى تكون جاهزةً على موعد الإفطار مع موعد أذان المغرب.

في العربيّة السعوديّة، وغيرها من دول عربيّة إسلاميّة، تصدّر وسم “هاشتاق” طريف، هاجمت فيه النسوة، الرجال، وتحديدًا الذين يتدخّلون في أمور المطبخ، خاصّةً أنّ ساعات الدوام قصيرة، ويعود الرجال فيها مُبكرًا إلى المنازل، ويبقى ساعات طويلة حتى ميعاد الإفطار.

هذا الأمر الاجتماعي يطفو على السّطح، مع دخول شهر رمضان، حيث يصوم المُسلمون يومه الأوّل، ويثور جدل حول واجب المرأة في دخول المطبخ، من عدمه، وإلزامها فيه، أو تقديمها لهذا الواجب ضمن إطار الخدمة الزوجيّة، أو محبّةً واهتماماً منها، وبعض الفتاوى الإسلاميّة تحض على ضرورة دفع الرجل راتب لزوجته، مُقابل خدماتها المنزليّة.

الشيخ السعودي عبد الله المطلق، ومع دُخول بلاده عصر الانفتاح، وتيسير الحياة في بلاده للمرأة، يبدو أن المطلق أراد إنصاف المرأة في ذلك الخُصوص، وجاءت فتواه هذه، ضمن برنامج “فتاوى” على الشاشة السعوديّة الرسميّة الحُكوميّة.
وقال الشيخ المطلق، بأنّ المرأة التي تعد الطعام لأهلها في نهار رمضان “أكثر أجرًا”، ممّن يقرأ القرآن في المسجد، وحسم الشيخ قوله حين أكّد أنّ للمرأة حظها من الأجر، وأكثر أجرًا ممّن تفرّغ لقراءة القرآن، ودلّل على قوله هذا بمشهد لنبي الإسلام الأكرم محمد، حين وجد أخوين، أحدهما يسعى لكسب الأجر، والآخر تفرّغ لطلب العلم، فقال الرسول بأنّ الذي يعمل ويكسب الأجر، أفضل من الآخر.

ولعلّ هذه الفتوى ستقض مضاجع الرجال الذين يرون في عمل المرأة في المنزل تحصيل حاصل، وأن عمله، وسعيه للطاعات، أفضل منها بمراحل، دينيّاً، واجتماعيّاً، وتحديدًا في رمضان، لكن المرأة لها الأجر بل وأكثر أجرًا بحسب الشيخ المطلق.
وتفصيلاً قال المطلق، بأنّ عمل المرأة في المطبخ عبادة، وعلّل ذلك بأنها تقوم بعملها خدمةً للصائمين، ناصحاً المرأة بأن تستمع للقرآن وترديده أثناء عملها، لأنّ في ذلك عبادةً أيضاً.
وحظيت فتوى الشيخ المطلق، بتداول واسع، وإعادة تغريد على منصّة “تويتر”، ووصفتها النساء ببشارة رمضان، وعبّرت نساء عن حُبّهن للشيخ، وإنصافه لهنّ، فيما تساءلت أُخريات إذا كانت تلك فتوى رسميّة، أم تحفيز للنساء، ودعون إلى دعوة الرجال المُساهمة في أعمال المنزل، ودون تدخّل عشوائي منهم.

وانضمّ بعض النشطاء الرجال إلى تأييد ما جاء في فتوى المطلق، ودعوا إلى التخفيف على النساء، وعدم مُطالبتهن على الأقل بإعداد أكثر من نوع طعام، تخفيفاً عليهن، وعدم الإسراف أيضاً.
أمّا بخُصوص الرجال “الذكوريين” على حد توصيف مُعلّقات، فبدا أنّ الفتوى لم تنل إعجابهم، ولم تتماش مع أجواء التعبّد، والروحانيّات التي يُمارسوها تحت بند “الأكثر أجرًا”، والتي تُوجِب نهاية اليوم الرمضاني بوليمة، وعزائم، قد لا تنال فيها حتى المرأة، المدح والثناء على تعبها.

“رأي اليوم”-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى