الأردن: قلعة الصمود والاستقرار في محيط مضطرب

بقلم : أسامه أبو طالب
في عالم تتلاطم فيه الأزمات وتتصارع فيه الدول من أجل البقاء، يقف الأردن شامخًا كقلعة للصمود والاستقرار، يحمل في قلبه إرثًا عريقًا وإرادة صلبة لا تلين. هذا الوطن، الذي قد يكون صغيرًا في مساحته، إلا أنه كبير بقيمته ودوره، يظل نموذجًا في مواجهة التحديات والتعامل مع العواصف الإقليمية التي تهز المنطقة منذ عقود.
منذ تأسيسه، واجه الأردن تحديات جسيمة، سياسية وأمنية واقتصادية، لكنه بقي صامدًا كالجبل، متمسكًا بمبادئه وقيمه، بفضل قيادته الهاشمية الحكيمة التي لم تدخر جهدًا في الحفاظ على أمنه واستقراره. فجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، بفكره الاستشرافي وحنكته السياسية، يقود الأردن بثبات وسط بحر من التحديات، مؤكدًا أن هذا الوطن لن يخضع للضغوط، ولن يتزعزع إيمانه بحقوق شعبه وقضاياه العادلة.
لا يمكن الحديث عن صمود الأردن دون الإشادة بالدور العظيم للقيادة الهاشمية، التي كانت ولا تزال العامل الأكبر في حماية هذا الوطن من رياح التغيير العاتية. جلالة الملك عبدالله الثاني، بقيادته الحكيمة، استطاع أن يحول التحديات إلى فرص، وأن يحافظ على الأردن كواحة أمان في منطقة تعصف بها الصراعات. فمنذ تسلمه سلطاته الدستورية، عمل جلالته على تعزيز مكانة الأردن الإقليمية والدولية، مؤكدًا أن هذا البلد لن يكون ساحة للصراعات، بل منصة للحوار والسلام.
جلالة الملك، برؤيته الثاقبة، لم يكتفِ بالحفاظ على الاستقرار الداخلي، بل سعى دائمًا إلى تعزيز دور الأردن كشريك أساسي في تحقيق الأمن والسلام الإقليمي. فمواقفه الثابتة تجاه القضايا العربية، وخاصة القضية الفلسطينية، تعكس عمق ارتباط الأردن بمبادئ العدالة وحقوق الشعوب. جلالته لم يتخلَّ يومًا عن دعم الأشقاء الفلسطينيين، مؤكدًا أن الأردن سيظل الدرع الحامي للقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
قوة الأردن لا تكمن فقط في قيادته الحكيمة، بل أيضًا في نسيجه الاجتماعي المتماسك، الذي يشكل أساس هويته الوطنية المتينة. فالأردنيون، بمختلف أصولهم وانتماءاتهم، يشكلون نموذجًا للوحدة الوطنية التي يصعب اختراقها. في كل أزمة، يثبت الشعب الأردني أنه قادر على التلاحم والوقوف كجسد واحد خلف قيادته الهاشمية، مستعدًا للتضحية من أجل أمن الوطن واستقراره.
هذا الشعب، الذي تربى على قيم العروبة والإسلام، يعتز بانتمائه لهذا الوطن، ويفخر بقيادته الهاشمية التي قادته عبر العقود بثبات وحكمة. ففي الأردن، لا مكان للانقسامات، لأن الجميع يعلم أن وحدتهم هي سر قوتهم، وأن التلاحم الوطني هو السلاح الأقوى في مواجهة التحديات.
لا يمكن الحديث عن الأردن دون التطرق إلى علاقته الوثيقة بالقضية الفلسطينية، التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من هويته الوطنية. فالأردن سيظل الأقرب إلى فلسطين، ليس فقط من حيث الجوار الجغرافي، بل أيضًا من حيث الشراكة التاريخية والثقافية. جلالة الملك، بمواقفه الثابتة، يؤكد دائمًا أن القضية الفلسطينية هي قضية الأردن الأولى، وأن أي تهديد لتسويتها بشكل عادل يُعتبر تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني الأردني.
الاردن، بحكمة قيادته ورؤيتها، يدرك أن السلام الحقيقي في المنطقة لا يمكن أن يتحقق دون حل عادل للقضية الفلسطينية. لذلك، يواصل بادواته القياديه جهوده الدؤوبة على الصعيدين الإقليمي والدولي، داعيًا إلى حل يقوم على أساس قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. فالأردن، و بقيادته الهاشمية، لن يتخلى عن دعم الأشقاء الفلسطينيين، وسيظل صوتًا عاليًا يدعو إلى العدالة والسلام.
الأردن ليس مجرد دولة، بل هو قصة صمود وإرادة، وهو رسالة أمل لكل الشعوب التي تؤمن بأن الإرادة القوية والقيادة الحكيمة قادرتان على صنع المعجزات. وبقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، سيظل الأردن قلعة للاستقرار، ومنارة للعروبة والإسلام، ورمزًا للصمود في وجه كل التحديات.