الناجحون واختيار الجامعة والتخصص

كتب الدكتور جميل الشقيرات
بعد اعلان نتائج التوجيهي وما رافق هذا الامتحان على مدار عام دراسي من قلق وخوف سواء من قبل الطلبة أو ذويهم فاننا نبارك للناجحين ونتمنى للذين لم يكملوا متطلبات النجاح تعويض ما فاتهم في الدورات القادمة.
الآن تبدأ مرحلة جديدة من القلق والارتباك حيث تعيش كثير من الأسر اختبارا حقيقيا يواجهونه مع أبنائهم الناجحون في الثانوية العامة، يتمثل باختيار الجامعة المناسبة والتخصص المناسب لأبنائهم.
اختيار التخصص الجامعي المناسب هو قرار حيوي يؤثر بشكل كبير على مستقبل الطالب الوظيفي والشخصي، فعندما تقرر التخصص في مجال معين، فإنك تستثمر وقتك وجهودك ومواردك المالية في تطوير مهارات ومعرفة تخصصية محددة. ومن هنا تأتي أهمية اختيار التخصص الجامعي المناسب، فهو يساعدك على تحقيق التوافق بين مهاراتك واهتماماتك وفرص العمل المتاحة.
ولا بد من التذكير ببعض النقاط التي تبرز أهمية اختيار التخصص الجامعي المناسب، أهمها تحقيق الرضا الشخصي، فعندما تدرس تخصصاً يثير اهتمامك ويتوافق مع شغفك، فإنك تزيد فرصة الاستمتاع بالدراسة وتحقيق النجاح و يمنحك الرضا الشخصي والإشباع الذي لا يمكن أن يحققه عمل لا يتناسب مع اهتماماتك ومهاراتك.
كما ينبغي التفكير بفرص العمل والتوظيف بعد الدراسة، ولذلك فاختيار التخصص الصحيح يعتبر مفتاحًا للحصول على فرص العمل المناسبة في المستقبل. فبعض التخصصات تشهد طلبًا متزايدًا في سوق العمل، في حين قد تكون بعض التخصصات أقل توظيفًا في المستقبل كالهندسة والطب والصيدلة والتي أصبحت من أكبر مؤشرات البطالة بين خريجي الجامعة لذلك فان فهم احتياجات سوق العمل، يمكنك اختيار تخصص يتماشى مع فرص العمل المتاحة وتوقعات النمو المستقبلية.
وما ينبغي الانتباه له تطوير المهارات الخاصة، فكل تخصص جامعي يوفر لك فرصة لاكتساب وتطوير مهارات محددة. واختيار التخصص الصحيح يسمح لك بتطوير قدراتك ومهاراتك الفنية والعملية في المجال الذي ترغب في العمل به. قد تكون هذه المهارات محاسن تميزك عند التنافس على فرص العمل وقد تساهم في نجاحك المستقبلي. والجامعة عادة فرصة لاستكشاف مجالات مختلفة واهتمامات جديدة، لذلك فيمكنك الاستفادة من هذا الوقت لتوسيع آفاقك وتجربة مختلف التخصصات قبل اتخاذ قرار نهائي.
يجب أن يدرك أبناءنا بان اختيار التخصص لا ينبغي أن يكون على حساب الرضا الاجتماعي والعائلي، فقد يكون اختيار التخصص المناسب مرتبطًا بتوقعات العائلة والمجتمع المحيط بك. وقد يتعارض اختيار تخصص غير مرغوب به من قبل العائلة مع اهتماماتك ورغباتك الشخصية. ومع ذلك، فإن اتخاذ قرار مستقل يعكس شغفك وقدراتك يمكن أن يؤدي إلى الرضا الاجتماعي والعائلي على المدى الطويل. ولكن لأن اختيار التخصص الجامعي هو قرار شخصي وفريد لكل فرد وينبغي الاستماع إلى نصائح الآخرين والاستفادة من الخبرات والمعلومات المتاحة من قبل أصحاب الخبرة والتجربة.
ولنذكر أبناءنا بأن وظائف المستقبل ستعتمد على المهارات المهنية والتقنية وليس على الشهادات….