مركز الحسين للسرطان في العقبة

د.عبدالمهدي القطامين
اليوم كان الملك في العقبة ووضع حجر الاساس لفرع مركز الحسين للسرطان في العقبة واجزم ان هذا المشروع من اهم المشاريع التي تشيد في المئوية الثانية وتحظى برعاية كريمة من لدن الملك الذي حمل بيديه الكريمتين حجر الاساس ووضع اللبنة الاولى ليتحقق الحلم الذي راود اهل العقبة طويلا خاصة اولئك غير المقتدرين الذين مسهم السرطان او امس ابناءهم فعلى مدى السنوات العشر اللواتي مضين كنت اكثر قربا من مواطنين عانوا معاناة كبيرة لبعد مسافة عمان عن العقبة وضيق ذات ايديهم واوجاعهم التي يحملونها ذهابا وايابا على الطريق الصحراوي الذي كان يأكل في كل مشوار لهم شيئا من اعمارهم .
عرفت اطفالا كانوا مصابين بالسرطان في العقبة وبعضهم توفاهم الله وانتقلوا الى رحابه ورحمته ومنهم صديقي الشاعر المبدع الراحل “بشار” الذي لم يتجاوز عمره احد عشر عاما كان لا يستطيع الوصول الى عمان برفقة والده للعلاج فيضطر للغياب عن جلسات العلاج حتى ذوى جسده تحت وطأة المرض فلبى نداء ربه وبعد ثلاثة اشهر التحق والده به غما وكمدا وقهرا .
وقد حاولت مع رئيس السلطة السابق ان يعينه على الوصول الى عمان فرفض لعدم وجود مخصصات مالية وحاولت اعادة والده الى العمل بعد ان احيل للتقاعد المبكر ليتمكن من علاجه لكن الرئيس رفض مرة اخرى فمات الشاعر الصغير ومات والده رحمهما الله .
دعوني اقول هذه الحقيقة وهي ان الملك عبدالله الثاني ارحم من كل مسؤولي الوطن الذين تغيب الرحمة عن قلوبهم حتى ولو صلوا وتعبدوا وبان على وجوههم اثر السجود.
سيدي جلالة الملك شكرا لك وانت تغيث الملهوفين وتسمع نداء طفلة هدها السرطان فتسارع بأمرك الجميل ليقام المركز الذي يحمل اسم الراحل العظيم في العقبة .
شكرا سيدي الملك فثمة امرأة عجوز في وادي عربه ما زالت تدعو لك بظهر الغيب صادفتها ذات يوم تلتحف السماء وتفترش الارض مقطوعة من شجرة وكانت تتخذ من شجرة السدر مأوى لها فأمرت بأن يبنى لها منزلا وقد مر مسؤولون كثر من امامها رأوها واشاحوا عنها البصر كأنها خطيئة حتى لمحتها عيناك فقلت لها لعيناك .
مشكلتنا يا سيدي الملك مع المسؤولين الكبار ….الصغار …الذين لا يرون كما ترى …ولا يسعفون كما تسعف …ولا ينتخون كما تنتخي ولا يرف لهم جفنا اذا مواطن قال آخ.