الاردنيون لا يتسولون

د. عبدالمهدي القطامين
نعم الاردنيون لا يتسولون ولو كان بهم خصاصة …والاردني ان جاع “صك صاكه” وتلثم بشماغه ومسى وكأنه لا ير بعينه احدا ..
والاردني ان جاع لم يطأطأ راسه فهو يدرك ان المال “وسخ الدنيا ” فان جاء رحب وان تولى اعرض وكانت نفسه تأنف الشحم والعظما …لكن ثمة في القلب غصة فحين تمنح الجنسية لمن هب ودب يحدث مثل ما حدث ..وحين تكون الجنسية وجواز السفر اسهل من شربة الماء يحدث مثل هذا ..
واولئك الذين تسربوا الى عواصم العالم متكسبين بالتسول هم عمل غير صالح…هم نتاج بيع “على هونا على دوا “هم نتاج عدم التعريف الحقيقي لمن هو الاردني فهل يكفي ان تحمل جواز سفر اردني لتملأ الدنيا ضجيجا وجبنا وسلوكا شائنا كما فعلوا …
وهل يكون الاردني اردنيا ان لم يكن قد ملأ عينه برجة الارض حين هتف عرار ذات يوم
يا اردنيات ان اوديت مغتربا
فأنسجنها بأبي انتن اكفاني
وهل يكون الاردني اردنيا ان لم يكن نتاج تلك الكيميا المخلوطة بدم الذين تلجلجت بهم الارض على اسوار القدس وهم يربطون على بطونهم جوعا يتزاحمون على نيل الشهادة او النصر .
وهل يكون الاردني اردنيا ان لم يقبض على تبر الارض وترابها ويهتف كلما لا ح غزاة …يا لثارات والوطن .
رويدا ايها الاعلام المتصيد رفة جفن اردننا مهلا فثمة في القلوب قصائد لم تكتب بعد …وثمة خيول اسرجت وعلا صهيلها منذ ان قال كثير عزة قبل ١٣٠٠ عاما
اذا قيل خيل الله يوما الا اركبي
وددت لو بكف الاردني انسيابها .
حزين انا حد التخمة على وطني الذي ما زال البعض لا يعرف ملامح وجهه ويرشقه بالماء والملح والنفط وبالتغريب القادم على صهوة تويتر او فيس بوك هذه المرة .
حزين وانا ارى حبال الجفاء تلتف على عنقه الزين ولا اسمع من يقول يا لثارات الوطن …حزين انا حين ارى واسمع وحين تدهشني اخبار من مروا به ذات يوم وفازوا بجنسيته التي تكاد تلقى على قارعة الطريق والدواج ذاته ما زال يصيح …على هونا …على دوا ….