المسؤولية المجتمعية ….وشركات العقبة

د.عبدالمهدي القطامين
المسؤولية المجتمعية هي التزام الشركات والمؤسسات ومنظمات الأعمال تجاه المجتمع الذي تعمل فيه كما يقول عالم الادارة الأمريكي “دروكر” وهي ليست منة من تلك المؤسسات وانما مسؤولية واجبة التحقق اقتصادية وقانونية مثلما هي مسؤولية خيرة واخلاقية كما يقول ايضا عالم الأدارة ” كارول” نظرا لقيامها بأستنزاف موارد المنطقة التي تعمل فيها .
اما انا فأعرفها على انها اسهام الشركات والمؤسسات في نشاطات المجتمع الذي تعيش فيه وبغير ذلك فأنها “بالبلدي ” لا للسدة ولا للهدة ولا لعازات الزمان …وقد سقت هذه المقدمة لأصل الى السؤال الجوهري التالي لماذا لا تقوم الشركات في العقبة الخاصة بدورها المجتمعي على اكمل وجه وكما ينبغي ؟ ولماذا اذا قدمت فأنها تقدم بعض الفتات لفئات المجتمع والذي لا يسمن ولا يغني عن جوع ولا يعكس حقيقة الدور المجتمعي الذي ينبغي ان يكون .
وتتزايد اهمية تفعيل المسؤولية المجتمعية كلما كانت الشركات مختصة بالصناعات خاصة الكيماوية منها والتعدينية والاسمدة وغيرها من الصناعات ذات التأثيرات البيئية العالية على صعيدي بيئتيها الداخلية والخارجية حيث تمارس انتاجها وفي محاولة لعكس هذا المفهوم على الشركات الصناعية في المنطقة الجنوبية فأن واقع الحال مؤلم ولا يسر فهذه الشركات التي ينبعث جراء عملها غازات وابخرة تهدد الصحة البشرية مثلما تهدد الحياة البحرية والنمو الخضري للنباتات لا تقوم بواجباتها الاجتماعية ولا تفعل مسؤوليتها المجتمعية بما يتناسب مع حجم ارباحها المتحققة وباستثناء شركة كيمابكو فأن بقية الشركات اغلقت على نفسها الابواب والقت بمفاتيحها في البحر الذي يجاورها متجاهلة تماما مسؤوليتها المجتمعية تجاه المجتمع الذي تعمل فيه وفي حين تنشط كيمابكو في دعم بعض النشاطات الثقافية والخيرية وتساهم في ترجمة فهمها لمسؤوليتها المجتمعية ظلت بقية الشركات تسعى فقط الى تحقيق الربح دون اي التفاتة للمجتمع وماذا يريد.
ان عدم ممارسة وعدم فهم الدور المجتمعي للكثير من الشركات في المنطقة الخاصة وانتهاء مسؤوليتها عند بوابات الدخول الى مرافقها يؤكد ان ثمة قصور واضح في فهم الدور المجتمعي وهذا القصور ليس مرده عدم الفهم فقط وانما غياب اللوبي الضاغط في المجتمع لدفع هذه الشركات الى ممارسة دورها الحيوي المجتمعي وهذا اللوبي الضاغط يجب ان تتبناه الصحافة ومؤسسات المجتمع المدني وجماعات الضغط في المجتمع وبغير ذلك فأن عقلية القلعة والتمترس خلف الابواب المغلقة سيظل ديدن وهاجس هذه الشركات وستظل مؤمنة بمقولة …انا وليأتي الطوفان بعدي.
اخيرا اختم بالقول ان شركة عالمية امبريالية راسمالية اسمها i.b.m تمنح من يشاء من موظفيها اجازة مدفوعة الأجر وكامل الأمتيازات لمدة سنة كاملة اذا تطوع للعمل الخيري في المجتمع …فهل من متعظ ؟