د.جميل شقيرات يكتب حتى لا تدار مؤسساتنا بالمزاجية

الغواص نيوز
للإدارة مصطلحات ومسميات جديدة ومتعددة أفرزتها البيئة والظروف المتغيرة في عالم الإدارة ، بعض هذه المصطلحات شائع الاستعمال ومتداول ومعروف بين المثقفين والمتعلمين كالأدارة الديمقراطية والاوتقراطية والإدارة التحليلية والإدارة بالاهداف وغيرها.
وهناك أنواع اخرى من الإدارة مازالت مجهوله أو محدودة الانتشار وغير شائعة، هذه المسميات الحديثة في الإدارة ظهرت وذُكرت عند بعض مؤلفي كتب الإدارة المختصين، كالإدارة بالاستثناء والإدارة بالتوجيه والإدارة بالإرهاق والإدارة بالتفويض والإدارة بالسمعة والإدارة بالتخويف الخ من المسميات الإدارية المختلفة التي لا يتسع المقام لذكرها.
هنا اريد ان اتحدث عن مصطلح جديد في الإدارة وهو (#الإدارة_المزاجية) والذي أصبح يظهر للعيان في الآونة الأخيرة في بعض المؤسسات والدوائر الحكومية والخاصة والمؤسسات التعليمية .
فعندما لا يوجد في المؤسسة سياسة إدارية واضحة تحكم عملها وعلاقاتها في الداخل والخارج، وتحكم علاقات المرؤوسين بالرؤوساء على اختلاف مستوياتهم الوظيفية، وعدم وضوح رسالة المؤسسة، وهدفها للعاملين فيها فان
الحالة النفسية والمزاجية للرئيس والمدير في المؤوسسة تلعب دوراً مهماً وذات تأثير كبير عليها وعلى العاملين فيها، ، كيف لا والإنسان متقلب المزاج والذي يؤثر على طبيعة القرارات التي يتخذها تبعاً لحالتة المزاجية.
إن المؤسسات التي تسيطر عليها نظرية الإدارة بالمزاج يمكن إصلاحها بوضع أسس ولوائح ومعايير علمية تتبع من العاملين لتفادي التقلبات النفسية للعنصر البشري، وبوجود نظام وإجراءات تحدد سير العمل واتصالات العاملين، عندها تتحول الإدارة من مزاجية إلى عقلانية، وهذا هو المطلوب.
وبالمقابل، تكمن الصعوبة في إصلاح المدير متقلب المزاج، خاصة في المؤسسات الخدمية التي تتطلب التعامل مع المواطنين باستمرار، وذلك لأنه يتخذ قراراته وفقا لحالته المزاجية، والتي قد تكون سيئة أغلب الوقت، وهو ما يتطلب دراسة نفسية لكل من يكلف في اي عمل إداري ، وإبعاد المزاجيين عن مواجهة الجماهير، وسنجد ان ذلك سيعود بالنفع على العاملين، والمؤسسة بشكل واضح…
فكم من موظف انهيت خدماتة لمزاجية مدير!!
وكم من مدرس جامعي حرم من الترقية لمزاجية عميد ورئيس!!
كم من متقدم لوظيفة حرم منها لمزاجية الذين قابلوه!!
كم من طالب مدرسة أو جامعة أخفق في مادة دراسية لمزاجية المدرس في التقييم!!
كم من ضابط وجندي أحيل على التقاعد وهو في قمة العطاء لمزاجية مسؤوله المباشر!!
كم من هيئات ومنظمات ومديريات تحرم من الفوز والتكريم لمزاجية المقيمين!!
كم من أشخاص عينوا في مناصب ومراكز لا يستحقونها بسب مزاجية مسؤول لا يخاف الله!!
كم من مؤتمر أو مهرجان منعت اقامتة بسب مزاجية مسؤول!!
كم من مقال قد منع نشرة لمزاجيةرئيس تحرير!!
يجب أن لا نترك المجال للأمزجة لكي تتحكم في اتخاذ القرار ، بل يجب أن نحتكم الى الأنظمة والقوانين لكي نسّير بها أمور مؤسساتنا. فالأفراد يتغيرون ولكن القانون والنظام باقيان.. وعندما يغيب القانون
والنظام يكون للمزاج سطوة وتتكرس ظاهرة المحسوبية والواسطة.
أيها الرؤساء والقادة والمديرون الأفاضل:
لا تجعلوا حالتكم النفسية والمزاجية رهينة لتقلبات الظروف المحيطة بكم وتنعكس على قراراتكم وتفقدكم الثقة لدى العاملين معكم .
خالق البشر سبحانه وتعالى يقول: “فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم”.