الشاشة الرئيسيةمحليات

بعد “سفينة” أبو عودة” التي تغرق”.. مركب الكباريتي “الهائم على وجهه”.. شعور أعضاء نادي رؤساء الوزارات الأردني بـ”الفزع والقلق” يُثير مخاوف المواطنين وتساؤلات سياسية نخبوية بعُنوان “هواجس الحرس القديم” للدولة

الغواص نيوز …. رصد
هاجم كثيرون المفكر السياسي الاردني البارز عدنان ابو عودة قبل اكثر من عامين عندما تحدث في تشخيصه للأوضاع العامة والاقليمية عن سفينة الاردن التي تغرق منبها الركاب والربان الى ضرورة الانتباه حتى لا تغرق السفينة.
بعد واقعة السفينة التي تحدّث عنها أبو عودة حفلت منصات التواصل الأردنية ومجالس وصالونات السياسيين بتعليقات ومتابعات لها علاقة بالمركب الذي تحدث عنه رئيس الوزراء الاسبق والسياسي المعروف والبعيد على الاضواء عبد الكريم الكريم الكباريتي عندما اشار الى ان مركب الوطن هائم على وجهه بلا طريق او مقعد او بوصلة.
الكباريتي أدلى بهذه المداخلة العنيفة على هامش حفل اشهار كتاب لطبيب الملك الراحل الحسين بن طلال الدكتور يوسف القسوس يتضمن سيرة الطبيب الذاتية ووسط نخبة من السياسيين.
عبارة الكباريتي لاقت صدى واسع جدا على صعيد التفاعل الاردني الكترونيا وعلى صعيد صالونات النخبة السياسية وايضا على صعيد الشارع العام خصوصا وان الكباريتي بطبيعته بعيد عن الاضواء وقضى اخر عامين له في حالة صحية خاصة و لا يتحدث للاعلام ولا يظهر بالمنابر العامة.
عبارة الكباريتي تسبّبت بصدمة وسط اجواء المراقبين السياسيين خصوصا وانه انضم بتلك العبارة التي تنطوي على نقد ذاتي عميق الى رئيسين سابقين للوزراء ايضا ادليا بملاحظات عامة انتقادية واثارت الجدل.
ويظهر ما قاله الكباريتي عن مركب هائم تتلاطمه الامواج وعن حالة الوصول الى حالة “هرمنا” سياسيا والادلاء ببعض التعليقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية يكون قد طرق باب الخزان مجددا وحرك المياه الراكدة في المناخ السياسي العام خصوصا وان تعليقاته الموكولة مؤخرا وفي حفل اشهار كتاب الطبيب القسوس تضمنت ايضا تلميحا الى ما يسمى بوثيقة مخرجات تحديث المنظومة السياسية فقد طالب الكباريتي عندما تحدث عن الوطن الذي يغرق في حالة ظلام حالك وشعوره شخصيا بالفزع والقلق عن الحاجة لمنظومة جدية وحقيقية وليست الى منظومة من باب ابراء الذمة.
الكباريتي معروف بأنه من اكثر السياسيين الاردنيين اعتزالا للاضواء ومن اقلهم ظهورا في المنابر وحتى في المناسبات الاجتماعية ويبدو ان الحوارات التي جمعت عدة رؤساء وزارات خلال العامين الماضيين في القصر الملكي تضمنت وجوده مرتين على الاقل لكنه اعتزل الحياة العامة وظهر في مناسبة اجتماعية وثقافية تخص الطبيب القسوس.
ما يثير تساؤل المراقبين عموما هو حالة الانزعاج والقلق وما اسماه الكباريتي بالفزع التي تظهر بين اعضاء نادي الوزارات السابقين بشكل متسارع و بصورة غير مسبوقة بايقاع يصدم الرأي العام ويدفع المواطنين العاديين للتعبير عن قلقهم الشديد قياسا بقلق رؤساء وزارات سابقون يفترض انهم يتحملون مسؤولية الكثير من الاحداث.
قبل الكباريتي ومع اختلاف المشرب والاتجاه السياسي والفكري كان رئيس الوزراء الاسبق ورئيس مجلس الاعيان حاليا فيصل الفايز قد ادلى بتصريحات نقدية ايضا تحدث فيه عن ضعف جهة الحكومة وعن صمت السياسيين الكبار في الدفاع عن خيارات واتجاهات ومشاريع الدولة وعبر هو ايضا عن شعوره بالقلق الشديد مشيرا الى انه يشعر بقلق يتجاوز ما شعر به من قلق ابان مرحلة الربيع العربي قبل نحو عشر سنوات.
بطبيعة الحال ينضم الفايز مع الكباريتي الى دائرة السياسيين الكبار الذين يعبرون عن القلق البالغ لكن فيصل الفايز لم يشخص اسباب القلق ولم يتحدث عنها علما بأن الكباريتي توسع في بعض التفاصيل.
وقبل الثنائي المشار إليه كان عبد الرؤوف الروابدة قد عبر عن اعتراضه على الالية الحالية المتعلقة بتحديث المنظومة السياسية برئاسة رئيس الوزراء الاسبق ونظيره سمير الرفاعي واعتبر الروابدة في ندوة عامة وعلنية بان ما يجري ليس الطريق الافضل للاصلاح معبرا هو الثالث ايضا عن قلقه.
لا يتحدث اعضاء النادي رؤساء الوزراء السابقين بصراحة ووضوح عن أسباب وخلفيات القلق لكنهم يؤشرون على ما يشعر به من قلق وغياب وتغيب رموز الحرس القديم او الحرس الكلاسيكي من الطبقة السياسية في الاردن وفقا لإجماع المراقبين واعضاء مجلس النواب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى