اقتصادالشاشة الرئيسية

شركات صناعية تكثف مساعيها لاستعادة وجودها بالعراق

تكثف شركات وطنية مساعيها للتواجد في السوق العراقية من خلال المشاركة بمعرض الصناعات الأردني الأول الذي انطلقت أعماله السبت الماضي في بغداد ويستمر حتى يوم الثلاثاء المقبل.
وتسعى الشركات الصناعية من وراء المشاركة بالمعرض الذي يقام في أرض المعارض في بغداد إلى استعادة زخم تواجد منتجاتها بحصة أكبر داخل السوق العراقية من خلال عرض العينات والبيع المباشر للتاجر والمستهلك العراقي وذلك للترويج والتعريف بالجودة العالية التي وصلت اليها الصناعة الوطنية.
ويشارك بالمعارض الذي تنظمه غرفة صناعة الأردن بالتعاون مع وزارة الاستثمار 95 شركة تعمل في قطاعات صناعية مختلفة.
وتمتلك الصناعة الوطنية فرصة كبيرة لدخول السوق العراقية المتعطشة لتواجد المنتجات الأردنية نظرا لجودتها العالية التي تميزها عن مثيلاتها التي تدخل العراق من أسواق دول المنطقة.
ويشهد معرض البيع المباشر إقبالا لافتا من قبل المستهلكين العراقيين لشراء المنتجات الأردنية فيما تمكنت شركات أخرى قامت بعض عينات من منتجاتها من التوصل إلى تفاهمات مع تجار عراقيين تمهيدا لعقد صفات توريد منتجاتهم إلى السوق العراقية.
وشكل المعرض دافعا قويا للشركات الصناعية لاقتناص الفرص التصديرية المتوفرة داخل السوق العراقية التي تجاوز عدد سكانها حتى العام الماضي 40 مليون نسمة وباتت أعين عالم المال تتجه اليها خصوصا من دول المنطقة نظرا للفرص الزاخرة التي يوفرها بقطاعات متعددة.
وتعد الجارة الشقيقة العراق من الأسواق التقليدية المهمة أمام الصادرات الأردنية حيث كانت تشكل قرابة 20 % من إجمالي التصدير وبقيمة تجاوزت 883 مليون دينار خلال العام 2013.
غير أن الصادرات الأردنية سجلت تراجعا مستمرا بعد ذلك العام لتصل إلى 444 مليون دينار العام الماضي بسبب إغلاق المعبر البري عام 2015 وحتى عام 2017 نظرا للأوضاع الأمنية التي شهدتها العراق في تلك الفترة.
وقال صاحب شركة لينا لتصنيع الورق الصحي فهد طويلة إن المشاركة بالمعرض بمثابة فرصة كبيرة لترويج للمنتجات الأردنية وزيادة تواجدها داخل السوق العراقية من خلال التواصل مع التجار العراقيين والسعي لعقد الصفقات التجارية.
وأكد طويلة الذي شيد مصنعه عام 2012 ويوظف 35 عاملا وعاملة أن السوق العراقية متعطشة لدخول المنتجات الأردنية نظرا لجودتها العالية مقارنة مع مثيلاتها التي تستوردها العراق من دول المنطقة.
وطالب طويلة الحكومة بضرورة تخفيض كلف الإنتاج المتعلقة بالطاقة وأجور الشحن على القطاع الصناعي لتعزيز المنافسة السعرية للمنتجات الوطنية داخل السوق العراقية.
وأشار طويلة إلى تمكنه من التوصل إلى تفاهمات مع تجار عراقيين تمهيدا لعقد صفات توريد للسوق العراقية مؤكدا ان المشاركة بالمعرض أسمهت في فتح الآفاق أمام الصناعة الوطنية.
وأشار مدير مبيعات في مصنع الفا للصناعات الكيماوية أحمد البيطار إلى أهمية المشاركة في معرض الصناعة الأردنية في تسويق وزيادة تواجد المنتجات الوطنية داخل السوق العراقية.
وبين البيطار الذي يعمل في مصنع تأسس عام 1987 ويوظف اكثر من 35 عاملا ان المنتجات الأردنية تمتلك فرصة كبيرة للتواجد داخل السوق العراقية بحصة أكبر نظرا للسمعة الجيدة التي تتمتع بها وتفضيلها عن مثيلاتها المستوردة من دول أخرى من قبل المستهلك العراقي.
وشدد البيطار الذي يصدر منتجاته إلى 6 أسواق عربية على ضرورة إعادة النظر بكلف إنتاج الصناعة من خلال تخفيض الطاقة وتوسعت قائمة السلع المعفاة من الرسم العراقية بهدف تعزيز المنافسة السعرية مقارنة مع المنتجات الاخرى التي يستوردها العراق من دول المنطقة.
وأكد صاحب مصنع الالبسة محمد مراد ان المشاركة بالمعرض بمثابة منصة تجارية مهمة اسهمت في تسويق المنتجات والتوصل إلى تفاهمات أولية مع تجار عراقيين تمهيد لإبرام عقود توريد.
وأكد مراد الذي اسس مصنعه عام 1990 ويوطف 350 عامل وعاملة ان السوق العراقية توفر فرص واعدة أمام المنتجات الأردنية مشيرا إلى أن استثناء منتجات الالبسة من الرسم العراقية اسهم بشكل كبير في تعزيز المنافسة السعرية إلى جانب الجودة داخل السوق العراقية. وشدد مراد الذي تصل منتجاته إلى 3 أسواق عربية على ضرورة تكرار اقامة مثل هذه المعارض المتخصصة للصناعة الأردنية داخل محافظات عراقية مختلفة من أجل تعريف التاجر والمستهلك العراقي بالجودة العالية التي تتمتع بها.
وقال مدير عام مجموعة شركة محمد أبو حلتم للاستثمارات الصناعية الدكتور اياد ابو حلتم أن المشاركة بالمعرض بمثابة فرصة مهمة لترويج المنتجات الأردنية والسعى لاستعادة الزخم للصناعة الأردنية داخل السوق العراقية.
وأشار أبو حلتم الذي شيد أول مصانع للمجموعة عام 1960 الى أبرز التحديات التي تواجه المصدر الأردني للدخول للسوق العراقية في مقدمتها فرض رسوم جمركية على سلع واسعة من المنتجات الأردنية الأمر الذي تسبب في زيادة الكلف وقلل التنافسية داخل السوق العراقية.
وأكد أبو حلتم ان المعارض المتخصصة للصنىاعات الأردنية داخل السوق العراقية تحفز التاجر والمستهلك للاطلاع على واقع جودة المنتجات الوطنية مشيرا إلى توجهات من قبل الشركة التي يديرها للتوسع داخل السوق العراقية من خلال إقامة شراكات مع تجار ومستوردين عراقيين.
وقال رئيس غرفتي صناعة عمان والأردن المهندس فتحي الجغبير إن تنظيم المعرض يأتي انطلاقا من حرص الغرفة للترويج للصناعة الوطنية وزيادة تواجدها داخل السوق العراقية.
وبين الجغببر أن القطاع الصناعي ينظر للجارة الشقيقة العراق كشريك مهم في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية وصولا لتحقيق التكامل الاقتصادي الذي يحقق المصالح المشتركة.
ولفت إلى اجتماعات مكثقة تم عقدها مع جهات رسمية وفعاليات من القطاع الخاص العراقي تم خلالها بحث سبل تنمية العلاقات الاقتصادية وبناء شراكات تجارية في مختلف المجالات والاستفادة من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين.
وقال مسؤول ملف التصدير في غرفة صناعة الأردن إيهاب قادري إن المعرض الذي يقام على مساحة 2000 متر مربع يشكل نقطة انطلاق جديدة للصناعات الأردنية في السوق العراقية، لاستعادة ألقها مجددا في السوق العراقية.
ويرى قادري ان على الصناعيين الأردنيين الاستمرار في العمل والبناء على هذه الزيارة وتكثيف التواصل لتلمس احتياجات الأسواق.
وقال إن غرفة صناعة الأردن ستواصل مساعيها لفتح أسواق جديدة أمام المنتجات الوطنية بالإضافة إلى تعزيز تواجد منتجاتنا في الأسواق التقليدية.
وقال مدير الترويج في شركة بيت التصدير خالد الصعوب إن مشاركة الشركة بالمعرض تأتي للمتابعة وتحديد الفرص المتاحة أمام الصناعة الوطنية والعمل على استثمارها من اجل زيادة الصادرات الوطنية إلى السوق العراقية.
وبين الصعوب ان بيت التصدير يعتبر شركة وطنية مسؤولة عن تعزيز وتطوير قطاع التصدير في الأردن حيث تلعب دورا قياديا في مجال الدعوة إلى سياسات داعمة للتصدير، ووضع البرامج، وبناء القدرات ضمن مؤشرات ضبط أداء وجودة عالية لخدماتها من أجل التعزيز الفعال للصادرات.
وأكد السفير الأردني في العراق منتصر العقلة استعداد السفارة لتقديم كافة اشكال الدعم والتسهيلات للشركات الأردنية الراغبة في الدخول والتصدير إلى السوق العراقية.
وقال العقلة “إن الأردن يمتلك فرصة كبيرة داخل السوق العراقية الا ان ما ينقصنا سوى تركيز رجال الأعمال الأردنيين للتوجه إلى العراق بقلب قوي لاستثمار الفرص المتاحة في قطاعات واسعة ومناسبة للمعرفة والخبرات الأردنية”.
وأشار إلى دور السفارة في الترويج للفرص الاستثمارية المتاحة بالمملكة إضافة إلى إجراءات تسهيل وسرعة منح التأشيرات لرجال الأعمال العراقيين الراغبين في زيارة الأردن حيث لا يتجاوز الحصول عليها أكثر من نصف ساعة وتكون متعددة لمدة عام.
ووقع الأردن والعراق، على هامش زيارة رئيس الوزراء د.بشر الخصاونة نهاية شهر كانون الثاني (يناير) الماضي الى بغداد، العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، منها استثناء منتجات البلدين من أي نظام تسجيل للواردات وتسريع استكمال الخطوات التنفيذية لإنشاء المدينة الاقتصادية المشتركة، إضافة للمضي بتنفيذ خط النقل الهوائي الكهربائي مزدوج الدائرة الذي يربط محطة تحويل الريشة مع محطة تحويل القائم وإعادة دراسة الإجراءات على منفذ طريبيل (الكرامة) لتسهيل التبادل التجاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى