د.جميل شقيرات يكتب….*بين فاقد التعليم وفاقد التعلم ثمة فرق*

الغواص نيوز
تابعنا جميعاً الاضطراب الكبير الذي حدث في منظومة التعليم في العامين الدراسيين الماضيين بسبب جائحة كورونا، وشمل ذلك إغلاق المدارس بشكل جماعي أدى إلى تعطيل وصول الطلبة إلى الخدمات والبرامج التعليمية، وتغيبهم لفترات طويلة عن المدرسة، ونتج عن عملية الإغلاق خسارة تعليمية جراء إعتماد نظام التعليم عن بعد وظهور مصطلح الفاقد التعليمي/التعلمي وما رافق ذلك من أضرار شملت الجوانب العقلية والاجتماعية والنفسية للطلبة وأهاليهم، وكانت هذه الجوانب أكثر وضوحا وتأثيراً على الأطفال في الصفوف الأساسية الأولى الذين لم يلتحقوا بالمدارس إطلاقاً ، وكذلك تأثيرها على الطلبة الذين لا يتوافر لديهم وسائل تكنولوجيا وخصوصاً في المناطق النائية .
كثيرون يخلطون بين مفهوم الفاقد التعليمي والفاقد التعلمي لذلك لا بد من معرفة أوجه الاختلاف لتكون الصورة واضحة أمام أصحاب القرار والتربويين والمهتمين بالشؤون التعليمية والتربوية.
*الفاقد التعليمي* Teaching Wastage يركز على التعليم الذي يفترض أن يتم من جانب المعلمين والجهات المسؤولة عن التعليم وهذا يتضمن المصادر والوسائل المستخدمة في التعلم عن بعد وكذلك المهارات والقدرات والكفايات التي يمتلكها المعلمون والبيئة التعليمية الملائمة لمثل هكذا نوع من التعليم .
*الفاقد التعلمي* Learning Wastage يعني ان هناك شيئاً كان يفترض ان يكون قد تم تعليمه للطالب لكنه لم يحدث وهذا يتضمن المعارف والمهارات والقيم والاتجاهات لدى الطلبة والتي سيكون لها تأثير سلبي على المستوى التحصيلي لديهم في السنوات اللاحقة..
لذلك نستطيع أن نقول أن الفاقد التعليمي هو أحد أسباب الفاقد التعلمي.
وحيث أن وزارة التربية والتعليم قررت تنفيذ برنامج الفاقد التعلمي يوم ٢٠٢١/٨/١٥ فلا بد من ان تتوفر مجموعة من الأمور حتى يحقق هذا البرنامج الأهداف التي وضعت من أجله بدرجة عالية من الفعالية:-
* إجراء مسح في كل مدرسة لتحديد احتياجات الطلبة من خلال تطبيق اختبارات تشخيصية وتحليلها لتحديد المواطن التي تحتاج إلى تدخل تعويضي من خلال إستراتيجيات تدريسية واضحة.
* التركيز على المهارات الأساسية في كل موضوع تدريسي ، سواء المهارات المستهدفة في الموضوعات الرئيسة، أو المهارات الاجتماعية والنفسية.
* النظر إلى الفاقد على نحو شمولي بحيث ننظر إليه من الجانب المعرفي، والجانب النفسي، والجانب الاجتماعي، ونطور الحلول العملية لكل جانب.
* دمج الفعاليات التعليمية بفعاليات ترفيهية تفاعلية تتضمن ألعاب حركية وعقلية واجتماعية، وفعاليات للدعم النفسي وتعزيز الصحة النفسية، ويفضل البدء بهذه الفعاليات بحيث تسبق الفعاليات التعليمية وتتخللها .
* توفير تمويل خاص لهذه البرامج، بحيث تشمل مكافآت مادية لتحفيز المعلمين المشاركين فيها، وبرامج ترفيهية لجذب الطلبة للمشاركة فيها.
* تدريب وبناء قدرات المعلمين المشاركين في هذه البرامج، وتعزيز الاتجاهات الإيجابية لديهم، والحرص على تملكهم القدرات التعليمية والأساليب التعليمية الملائمة لمثل هذا النوع من التعليم.
* التوظيف الفعال لتكنولوجيا التعليم والتطبيقات الالكترونية في عمليتي التعليم والتعلم.
* الشراكة الحقيقية بين الأطراف ذات العلاقة مثل الجهات المسؤولة عن التعليم، والجامعات، ومؤسسات المجتمع المدني والمحلي، والطلبة، وأهالي الطلبة في دعم تنفيذ هذه البرامج.
* متابعة تنفيذ هذه البرامج باستمرار لضمان جودتها وفعاليتها وجديتها والعمل إلى تقيمها وتقويمها…
* الترويج لهذه البرامج قبل تنفيذها في أوساط الطلبة والأهالي والمجتمع المحلي، وتوعيتهم حول أهميتها، وضرورة دعمها، وتشجيع الطلبة على الإلتحاق بها..
كل التوفيق لأبنائنا الطلبة متمنين لهم عاماً دراسياً قادماً وجهاياً وحضورياً…