العقبة الاقتصادية… عبقرية ملك – صور

العقبة – رياض القطامين
قبل 100 عام غرس الهاشميون والأردنيون بذار النهضة و البناء ليكون الأردن أنموذجا للدولة الحديثة المبنية على أرقى عقد اجتماعي في التاريخ العربي الحديث، ما مكنها من البقاء و الاستمرار ولم تنل منها عواصف المنطقة والاضطرابات المحيطة بها. .
ويؤكد مختصون أن مراحل التأسيس تعد قصة نضال وتضحية وبنا سطورها الملوك الهاشميون والأردنيون على مر الأعوام، ليقدموا للعالم أنموذجاً للدولة الأكثر استقرارا في المنطقة والإقليم.
في ذكر مئوية الدولة تستمر المسيرة و تواصل العقبة سعيها إلى تعزيز منظومتها، وفق رؤية ملكية لتحقق اهداف ومؤشرات مشتركة ضمن محاور رئيسية لتكون مقصدا سياحيا واستثماريا وتجاريا على المستوى العالمي والمحلي لربطها مع مختلف عواصم العالم من خلال الطيران قليل التكاليف، وتعزيز المنتج السياحي وتطويره ضمن منظور المثلث الذهبي العقبة وادي رم البتراء.
يؤكد الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة بشار ابو رمان أن :”الدولة الأردنية سارت على مبادئ الثورة العربية الكبرى في الانتقال السلس الواثق من الاستقلال في عهد الملك المؤسس عبدالله الأول الى اصدار الدستور في عهد الملك طلال بن عبد الله، واستمرت المسيرة في عهد الملك الباني الحسين بن طلال، في حماية كيان الدولة، وتحصينها وبناء المؤسسات والتنمية وتحديث المجتمع، لتستمر المسيرة في عهد الملك المعزز عبد الله الثاني بالإزدهار والمنعة والتحديث والاعتماد على الذات».
واضاف ابو رمان ان عمق التأسيس للدولة الاردنية منحها ميزة مهمة لتكون الدولة الأبرز في الاستقرار ما مكنها من الاستمرار في السياسة الاصلاحية فكان الدستور الاردني من أرقى دساتير العالم.
من جانبه، قال مدير رئيس فرع المتقاعدين العسكريين في العقبة المقدم المتقاعد سلطان الرواشدة إن الأردن من النماذج الاكثر إلهاماً لدول العالم الناشئة في القدرة على بناء المؤسسات وتحقيق الرفاه والازدهار والأمن لشعبها.
وأضاف الرواشده ان تخطي الأردن لأزماته على مدار ١٠٠ عام يدل على منعة الدولة الأردنية، وقدرتها على التكيف الايجابي الذي حمى الكيان الوطني على مدى العقود الماضية، ووفر له أسباب الاستقرار والازدهار والنمو، رغم شح الموارد وقلة الإمكانيات.
ويؤكد رئيس مجلس محافظة العقبة محمد الزوايده إن مئوية الدولة قدمت الأردن المعاصر اليوم بصورته البهية المشرقة القادرة دوما على تجاوز الصعاب والتحديات والانجاز والتميز حتى في ظل الظروف الصعبة.
وشدد الزوايده على أن «الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس الدولة شكل فرصة لأبناء الوطن ليتأملوا ويستلهموا كيف أشأ الهاشميون مجتمعا موحدا في ظل دولة قوية مزدهرة، ليكون دافعاً لهم للمستقبل والعمل في العقود الأولى من المئوية الثانية.
وقال في الحادي والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) العام 1921، وصل الملك المؤسس عبدالله بن الحسين الذي شد رحاله بالقطار الى مدينة معان، لتكون الخطوة الأولى لوضع أسس الدولة الأردنية الحديثة، وانقاذها من حالة الفراغ الإداري والاستهداف من قبل القوى الاستعمارية.
من جانبه، قال المهندس سميح أبو عامريه عند الحديث عن مئوية الدولة وما يتخللها من إنجازات يستحضر اهالي العقبة الانجازات التي باتت تؤطر لحجم الحب والوفاء لجلالة الملك عبدالله الثاني راعي المسيرة حيث كانت العقبة الاقتصادية هدية ملكية للوطن بأكمله.
واضاف لقد حظيت العقبة خلال السنوات الماضية بعناية حثيثة من جلالة الملك وسط جهود دؤوبة تمخضت عن تحقيق قصة نجاح أردنية، وحلم لم يسبق للاقتصاد الاردني أن عرفه باعتبار منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة جزءا من طموحات الملك التي تنطوي في مجملها على تعزيز وتيرة الاقتصاد الوطني ورفع مستوى معيشة الفرد.
وأشار إلى أنه اختزلت السنوات الماضية في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة فارقا في المفصل الزمني بين قلم المخطط وطموح المواطن الذي يشكل في أساسه جزءا من هواجس جلالة الملك لبناء اقتصاد قوي يضمن كرامة المواطن والارتقاء بمستوى عيشه فجاءت تجربة العقبة الاقتصادية نموذجا اردنيا غير مسبوق.
وبين ان قصة النجاح الاردنية في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة جاءت كنتيجة حتمية لانجازات المئوية الأولى، ولروح التحدي التي أبداها جلالة الملك حيال مشروع العقبة الخاصة منذ اللحظة الأولى لإعلان المدينة منطقة اقتصادية في عام 2001.
وقال إنه لم يفوت جلالة الملك اي فرصة على الصعيدين الداخلي والخارجي من شأنها دفع عجلة المشروع قدما، وكان يبعث برسائل مختلفة طيلة السنوات الماضية من عمر العقبة الاقتصادية لكل صاحب علاقة يوحي من خلالها باهمية المشروع وضرورة نجاحه لما له من اهمية بالغة في الحد من ظاهرتي الفقر والبطالة الى جانب تعزيز وتيرة الاقتصاد الوطني وانعاش قطاعاته المختلفة.
وونبه إلى أنه لم تنل قوى الشد العكسي التي تزامنت مع ولادة المشروع وسادت الساحتين الاقليمية والدولية من عزم وعزيمة الملك، ولم تنل من صمود الدولة بمئويتها و تعامل معها الملك على انها رسالة تحد لاثبات الذات، وليس من خيار امام العقبة الاقتصادية الا ان تسير نحو خارطة الاقتصاد العالمي وهو ما كان.
وقال أصر جلالة الملك على نجاح المشروع، فثمة فارق بين العقبة عام 2001 وبين العقبة اليوم، ولعل لغة الارقام هي الاجدر بالحديث عن حجم الانجاز، حيث استقطبت المنطقة 20 مليار دولار من الاستثمارات خلال العقدين الماضيين من عمر المنطقة ووفرت زهاء ٢٠ الف فرصة عمل.
و لفت إلى أنه تطمح العقبة بعد انتهاء وباء كورونا ان تحقق زيادة في عدد السواح حتى عام 2025 تصل الى مليون ونصف المليون سائح مبيت و 500 الف زائر لوادي رم ورفع معدل اقامة السائح الى 6 ليال وزيادة عدد المسافرين عبر مطار الملك حسين الى 650 الف مسافر وانشاء 12 الف غرفة فندقية.
وقال تسعى العقبة عبر منظومتها المينائية المتطورة إلى زيادة حجم المناولة للبضائع العامة لتصل الى 40 مليون طن عام 2025 ورفع حجم مناولة الحاويات الى 2 مليون وحدة مناولة وزيادة حجم الصادرات عبر موانئ العقبة لتصل الى 10 مليون طن وترويج العقبة كمركز لوجستي وتعزيز كفاءة وتنافسية منظومة الموانئ. وتمتلك العقبة منظومة موانئ متكاملة تتكون من 11 ميناء متخصصا تضم 28 رصيفا.
