الشاشة الرئيسيةمقالات

12 ايلول لماذا نصنع منه فزاعة وطنية ؟

الدكتور عبدالمهدي القطامين
اتابع في الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي بكاء قد يصل الى حد النحيب حول حلول الثاني عشر من ايلول القادم والذي سيكون فيه عدة قوانين نافذة ومطبقة بعد ان تم اقرارها من قبل الجهات التشريعية المعنية ولعل ابرز تلك القوانين قانون الجرائم الالكترونية ويصوره الكثير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي على انه غول سيلتهم كل شيء وانه سيكمم الافواه وسيخرس الاقلام وفي ذلك الكثير من التجني والبعد عن الحقيقة ومن يتابع ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي يظننن دولتنا قد أصبحت دولة بوليسية بامتياز تطارد مواطنيها في كل مكان وهذا ايضا فيه من التجني الكثير والابتعاد عن العقلانية التي يجب ان تحكم كل تصرفاتنا وافعالنا واقوالنا .
وساكون معكم صريحا بعيدا عن المجاملات ان وسائل التواصل الاجتماعي قد طغت الى حد بعيد واصبح كل شخص في الوطن مهدد من هذه الوسائل حين يستخدمها جاهل او مغرض او باحث عن شهرة يتسلى برمي الناس بالحجارة وقد طالنا كلنا الكثير من هذا الرجم بسبب وبدون سبب وبمناسبة وبدون مناسبة وكان ما يلقى علينا يهد الجبال ومع ذلك صمتنا وقلنا لعل الله يحدث امرا .
في حديثه حول القانون كان الملك عبدالله الثاني واضحا وقال بلا مواربة ان القانون اقتضته الضرورة وانه سيخضع اثناء التطبيق للمراجعة وحين يكون القانون بضمانة الملك فاننا نشعر بالارتياح فالضمانة الملكية غالية علينا ونعرف انها صادقة كما نعرف ان المريب يكاد يقول خذوني فكل من يكتب مسؤول عن كتابته واجزم ان من لا يمتلك الحقيقة او البرهان فالتزامه الصمت افضل اما من كان لديه ما يوثق كلامه او نقده او ادراجه فالقانون سيكون معه لا عليه .
ان مشكلتنا تكمن في الشائعات والاشاعات التي يطلقها شخص وسرعان ما تجوب الافاق يتناقلها كل من لا عمل له وكل حاقد او غاضب او مرجف وحين تنشر الاشاعة فان دحضها ومواجهتها بالقيقة لا تلاقي هوى عند اصحاب النفوس المريضة فتصبح في الوجدان الشعبي حقيقة مسلم بها الامر الذي اوهى علاقة الناس بعضهم بعض واوهى علاقة الناس ودولتهم ومؤسساتهم حتى انتشرت مقولة ان الدولة اذا نفت امرا فان ذلك يعني انه امر اكيد وحين تتآكل علاقة الناس بدولتهم فان ذلك يضعف الوطن ويصب في مصالح اعدائه ولا اظن ان عاقلا واحدا يريد من هذا الوطن ان يضعف او ان يرتج او ان ينتابه هلع وخوف فالأوطان الخائفة لا تحمي مواطنيها والاوطان المتهالكة تصبح عبئا على ساكنيها وتتدحرج نحو ان تكون دولا فاشلة .
الثاني عشر من ايلول ليس غولا نخافه وقانون الجرائم الالكترونية ليس سيفا مسلطا على رؤوس الناس الذين يقولون الحقيقة بل هو سيف على من يرجم بلا دليل ومن ينشر الاشاعة مستهدفا النيل من الدولة ومن الناس ومن الوطن وواجب اي دولة ان تحمي مواطنيها وان تحمي سيادتها وان تقول للمخطئ عليك تحمل نتيجة خطأك بالقانون وحين تكون سيادة القانون فان الكل سيقف احتراما لما يقره وما يقضيه .
بعيدا عن كربلائية أيلول التي المحها هنا او هناك سنظل بعون الله نبحث عن الحقيقة لنقولها ولن نخاف من فاسد او مرجف او مسؤول استغل منصبه او جعل من دائرته او وزارته مزرعة له ولاتباعه شريطة ان نمتلك الدليل والقاعدة القانونية تقول الببنة على من ادعى واني لأرى في هذا الأفق المفتوح الكثير من الادعاء الذي لا يصمد امام الحقيقة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى