فكر وثقافة

ام اللغات

سُبحانَ من بِهُدى الآياتِ سمَّاها
وأودعَ السحرَ سرّاً في خباياها
بالوَحْي جاءَ بها جبريلُ معجزةً
حتى على أنبياءِ الله ألقاها
مدَّتْ يد النور من أعطافها شُعَلاً
فأشرقَ الكونُ ترحيباً بمرآها
نبعُ تفجَّرَ سحراً من جَوانبه
ففاضَ شهْداً على الدنيا وأرواها
والأرضُ مادَتْ مُروجاً من مَآثرِها
وفتَّحَ الزهرَ في البيداءِ أنداها
عَروسةٌ وحروفُ النــورِ حِليتُها
مثل اللآلئ قد وشّتْ مُحيّاها
فتيَّةُ العُمرِ مُذْ هلّتْ بشائِرُها
فلا تشيخُ ولا تبلى ثناياها
خطَّتْ على وجنةِ الدنيا فصاحتَها
فأعْجَزتْ من بَيانِ الحرفِ أفْواها
وإنها البحرُ لا تفنى مَكامَنُها
عميقة القاعِ والأسرارُ فحواها
ولا يُقرِّبها مــدٌ وأشــرعةٌ
فلا حدودَ إلى شطآنِ مرساها
وإنها الشمس فوق الأرضِ هاجرة
تهدي الضياءَ إذا ما الليل يَغْشاها
أمُ اللّغاتِ على طولِ المدى لُغَتي
كنزُ البلاغةِ في الألفاظِ حلَّاها
حُروفُها المسكُ إن تبدو على شَفَتي
تعطّر الروحَ إن تجري بمجراها
توسَّدَ القلبَ من أشعارها عَبَقٌ
وَرقَّةُ النثرِ ترياقٌ بمغناها
عَرُوضُها نَغَمٌ يُشجي عَواطِفَنا
والدفءُ ينسابُ فيضاً من حَناياها
علمٌ وفكر وتفســـيرٌ وموعظةٌ
دُرٌ تناثرَ وضَّاءً بمعناها
عمَّ الورى الخيرُ من فحوى فضائلها
فلا المكان ولا التاريخ أحصاها
هذي الفصيحةُ في القرآنِ جوهَرُها
وليسَ ينطقُ هذا القلبُ إلّاها
لولاكِ ما كانت الأمجادُ خالدةً
لولاكِ ما إنْ عَرفنا نعبدُ الله

بكر المزايدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى