الشاشة الرئيسيةمقالات

يوم في دار المحافظة

د.عبدالمهدي القطامين

تعتمد فلسفة الحكم الاداري على تمتين العلاقة بين الميدان والحكومة المركزية وتخطيط وتوجيه وتنفيذ ما من شأنه ابقاء العلاقة بكامل انسجامها بين الاجهزة التنفيذية المتنوعة وبين مراكز صنع القرار وسط بيئة آمنة تلبي مطالب الناس واحتياجاتهم .
والحاكم الاداري هو المعني الاول بثمثيل الدولة ورأس سلطاتها حيثما وجد وتتشابه صلاحيات الحكام الاداريين لكنها تختلف في التطبيق من حاكم الى آخر تبعا لشخصية كل واحد منهم .
امضيت سحابة يوم الاحد في مكتب محافظ العقبة الاستاذ خالد الحجاج وعلى مدار ساعات العمل لم يهدأ المكتب فهو كخلية النحل بين قادم ومغادر وكل قادم كان يحمل في وجهه الكثير من القلق لكنه حين يغادر يبدو باسما منتشيا ليس لانه وعد من المحافظ بأنهاء مشكلته او مطلبه ولكن لأن المحافظ في كل مرة يتناول هاتفه النقال مع الجهة صاحبة الاختصاص وينهي ذلك الاشكال على الفور .
سيدة خمسينية تلاقفتها الامراض تعيل اسرة ممتدة دخلت وكل هموم الدنيا تحملها على رأسها وتنوء بها وكل ما تريده ان يكمل ابنها دراسته لكنها لا تملك من حطام الدنيا شيئا استقبلها الحجاج برحابة صدر وقال لها سيدرس ابنك ولو استدنت له انا شخصيا وكان اول المتبرعين لها واجزم انه منحها كل ما كان معه في تلك اللحظة وبكبرياء المرأة الاردنية رفضت رفضا قاطعا وامام اصراره لم تملك الا دمعة سخية ودعاء اجزم ان ليس بينه والسماء حجاب او حاجز .
ولا يغفل الحجاج بين هاتف وآخر من الاتصال متسائلا من اصحاب الاختصاص عما جرى في المشروع الذي ينفذ هنا او هناك واين وصل العمل فيه .
خالد الحجاج لم يأت من كوكب آخر بل جاء من الطفيلة ومن رحم وزارة الداخلية التي تدرج فيها الى ان اصبح محافظا ليمارس دورا غير تقليدي للمحافظ يراوح بين التنمية والأمن والاجتماع ويرسم صورة زاهية لما ينبغي ان يكون عليه المحافظ الذي يمثل جلالة الملك في كل المحافظات ومن يمثل الملك احرى به ان يكون على خلق واستقامة وعدل وقوة في الوقت ذاته ولا ازكي على الله احدا ان قلت ان خالد الحجاج جمعها كلها وزاد .
يا خالد يا ابا عمار …لمثلك ترفع القبعات واسأل الله لك العافية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى