ظاهرة بيع البنزين المهرب في احياء العقبة السكنية تهدد الساكنين بخطر داهم

الغواص نيوز
د. عبدالمهدي القطامين
محلات عدة تتوزع في مدينة العقبة لبيع البنزين المهرب باتت تقدم خدماتها للمواطنين وسط حالة من الفوضى وانعدام وسال السلامة العامة وتعرلايض حياة الناس وممتلكاتهم للخطر .
ويؤكد احمد خليل استاذ مختص في الكيمياء ان اشتعال مائة جالون من البنزين مرة واحدة اسفل عمارة كفيل يتقويض اساستها وهدمها على رؤوس اصحابها مع احتمالية كبيرة في اشتعال كافة الشقق السكنية التي تقع اعلاها ومع كل هذه المخاطر فما زال البعض يصر على بيع البنزين المهرب في منزله بحثا عن فارق الاسعار بين سعر المحروقات في المملكة والمهرب من الشقيقة السعودية في رحلات مكوكية يقوم بها تجار هذه المادة عبر الحدود الاردنية السعودية .
يقول احد الباعة والذي عرف باسمه على انه “ابو هادي” وهو يحمل جنسية عربية عن سبب بيعه البنزين المهرب في وضح النهار انه يتقاضى راتبا مقداره 200 دينار من صاحب الحوش الذي يباع فيه البنزين وهو موظف وليس صاحب علاقة .
سالته: الا تخشى من مداهمة الشرطة لك اثناء البيع فنفى ذلك وقال انه يمارس عملا مشروعا وهو في النهاية موظف ليس الا ولا يتحمل مسؤولية اي حادث يقع .
وعن حجم مبيعاته اليومية قال انه يبيع في اليوم الواحد ما يقارب 200 صفيحة بنزين بمعدل ربح يصل الى حوالي 1200 دينار في كل يوم وهي تجارة مربحة بالنسبة لصاحب الحوش او من يتاجر بهذه المادة ودون اي كلفة او ضريبة او نفقات ترخيص اضافية .
المواطن محمود عبدالله قال: لقد قمت بتعبئة سيارتي من البنزين المهرب وما ان مضيت من المكان عدة امتار حتى توقفت السيارة وحين عاينها المصلح اخبرني ان البنزين خلط بالماء وكلفتني صفيحة البنزين التي عبأتها اكثر من مائة دينار انفقتها على عمليات تصليح وتبديل قطع تالفة مؤكدا انه ومنذ تلك الحادثة لم يقصد سوى محطات الوقود الرسمية للشراء منها .
فيما ينفي احد الممارسين لبيع البنزين المهرب والذي رفض الافصاح عن اسمه و الذي يقوم بهذه التجارة والبيع في احد الاحياء السكنية
في مدينة العقبة نفى ان يكون ممارسا لعمل محظور بل اصر على انه يمارس تجارة مشروعة تخفف على المواطنين وعلى الدولة ايضا جراء توفير بنزين بسعر معقول وهو بذلك يساند الدولة في الحد من فاتورة الطاقة كما يجزم .
وحين سالته عن امكانية تسببه بكارثة للعمارة التي يبيع اسفلها العشرات من صفائح البنزين نفى ان يشكل ذلك اي خطورة زاعما انه يتعامل مع التخزين والبيع بطريقة سليمة لا تترك مجالا لحدوث اي خطأ .
المواطن ابو يحي الذي يسكن شقة في عمارة اسفلها انشيء فيها محطة وقود جديدة ” كما يصفها تندرا ” قال اننا نعيش في رعب دائم جراء هذه التجارة غير الشرعية فماذا لو القى احدهم عود ثقاب في بحيرة البنزين التي تقع اسفل العمارة ماذا سيكون مصيري وعائلتي ان حدث لا سمح الله .
محافظ العقبة خالد الحجاج قال ان المحافظة والاجهزة المعنية كافة تقوم بحملات شرسة لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة ويتم مصادرة كافة انواع الوقود التي يتم ضبطها عند من يتاجر بها مشيرا الى ان كميات ضخمة من الوقود يتم ضبطها بشكل يومي
ويضيف :
كل من يضبط متلبسا بهذه التجارة يتم توقيعه على كفالة مالية مقدارها عشرة الاف دينار وتزداد اذا كان المضبوط مكررا لاكثر من مرة ويتم متابعة كل من يتاجر بمادة المحروقات بصورة غير شرعية لكنهم يعاودون العمل بهذه التجارة غير المشروعة على الرغم من تلقيهم خسارات كبيرة جراء عمليات الضبط التي تنفذها الاجهزة المعنية ودعا الحجاج كافة المواطنين الى عدم التعامل مع من يبيع المحروقات المهربة كونها مغشوشة في الكثير من الاحيان اضافة الى مخالفاتها للقوانين من حيث النقل والتعبئة والتخزين وتسبب مخاطر جمة للجميع .
واكد الحجاج ان الحرب على ممتهني هذه التجارة مستمرة الى ان يتم القضاء عليها تماما لان حياة الناس اهم بكثير من حصول احدهم على اموال بطريقة تعرض سلامة الناس وممتلكاتهم للخطر مشيرا الى أن الأجهزة المعنية والامنية على رأسها مديرية مكافحة التهريب التابعة لدائرة الجمارك العامة تعمل منذ اشهر على مداهمة ومصادرة أي كميات من البنزين المهرب، التي باتت تؤرق سكان الأحياء في مدينة العقبة واتخاذ أشد الإجراءات القانونية والإدارية بحق المخالفين وتحويلهم إلى القضاء.
وقال الحجاج إن البنزين المهرب الذي تباع داخل الأحياء السكنية وفي الأحواش ظاهرة تشكل خطرا على السلامة العامة، مشيرا إلى أنه جرى اتخاذ العديد من الإجراءات الصارمة بدءا من حملة شاملة لتخليص الأحياء السكنية من ذلك الخطر الذي يعتبر قنابل موقوتة.
ودعا الحجاج سكان محافظة العقبة إلى عدم التردد في الإبلاغ عن تلك المخالفات.