الشاشة الرئيسيةدولي

وفدٌ سوادنيٌّ رفيعُ المُستوى للكيان لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق التطبيع.. إسرائيل تتفاخر: بلد لاءات الخرطوم انضمّ للسلام بعد 75 عامًا من العداء.. السودان رابع دولةٍ تنظم للدين الجديد .

الغواص نيوز
كشفت مصادر سياسية إسرائيليّة وُصِفَت بأنّها واسعة الاطلاع النقاب عن أنّه من المتوقع أنْ يقوم وفد يمثل الحكومة السودانيّة بزيارة دولة الاحتلال هذا الأسبوع، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ ذلك يأتي بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية إيلي كوهين إلى الخرطوم، حيث التقى رئيس المجلس السيادي الموقت الجنرال عبد الفتاح البرهان، ووزير الخارجية السوداني ومسؤولين كباراً آخرين.
وأكّدت المصادر في تل أبيب أنّ الوفد سيقوم بإجراء محادثاتٍ ونقاشاتٍ تتعلق بتفاصيل اتفاق السلام الجارية بلورته، وبكيفية الدفع قدمًا بالعلاقات بين الدولتين. وسيترأس الوفد السوداني جنرال بمرتبة وزير.
ad
وأشارت المصادر عينها إلى أنّ وزير الخارجيّة كوهين كان قد عرض في الخرطوم مسودة اتفاق السلام بين إسرائيل والسودان، وأعلن لدى عودته أنّه يتوقع توقيع الاتفاق هذا العام.
وبحسب المصادر الإسرائيليّة عينها، فإنّه من المنتظر أنْ يتم التوقيع بعد انتقال السلطة في السودان إلى حكومة مدنية سيجري تأليفها ضمن إطار العملية الانتقالية الجارية في البلد منذ عدة أعوام، منذ إطاحة رئيس السودان عمر البشير في العام 2019، مُشدّدّة على أنّه إذا جرى توقيع الاتفاق، فسيكون السودان الدولة العربية الرابعة التي تطبّع علاقاتها مع إسرائيل في إطار (اتفاقات أبراهام)، بعد الإمارات العربيّة المُتحدّة ومملكة البحرين والمغرب.
علاوة على ذلك، أشارت المصادر إلى أنّ السودان يقع في موقع استراتيجي على ساحل البحر الأحمر، وهو الدولة الأفريقية الثالثة من حيث الحجم (1.8 مليون كيلومتر مربع)، ويبلغ عدد سكانه قرابة الـ 47 مليون نسمة، مُضيفةً أنّ هذا البلد العربيّ حارب في الماضي إلى جانب العرب ضد إسرائيل في حرب 1948، وفي حرب الأيام الستة (حرب حزيران/يونيو 1967)، كما ساهم في تهريب السلاح إلى حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) في قطاع غزّة.
وأضافت المصادر، كما ذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أنّه في العام 1967، بعد شهريْن على عدوان حزيران (يونيو) 1967، والمعروف عربيًا بالنكسة، استضاف السودان مؤتمرًا في عاصمته الخرطوم، شارك فيه زعماء 8 دول عربية، وفي ختامه صدرت اللاءات الثلاث: لا للاعتراف بإسرائيل، لا للمفاوضات مع إسرائيل، لا للسلام مع إسرائيل، مختتمةً أقوالها بالتأكيد على أنّ إقامة السودان علاقات مع إسرائيل ستُنهي 75 عامًا من العداءء بين الدولتيْن، على حدّ تعبيرها.
إلى ذلك، نقلت صحيفة (هآرتس) العبريّة عن مسؤول إٍسرائيليٍّ وصفته بالكبير أنّ السودان يستعّد للتوقيع على اتفاق تطبيع للعلاقات مع تل أبيب.
وأضاف المصدر للصحيفة أنّ الاتصالات الجارية بين تل أبيب والخرطوم، بمساعدةٍ أمريكيّةٍ، حققت تقدمًا ملموسًا بين الجانبين يبشر بقرب التوقيع على ما تعرف باتفاقات أبراهام.
وذكرت الصحيفة، نقلاً عن ذات المصدر، أنّ ما وصفتها بالعلاقات الجيدة بين القيادة السياسية الأمنية الإسرائيلية مع السلطات العسكرية في السودان أحيت جهود التطبيع من جديد.
ولفتت إلى أنّه خلال المحادثات التي أجراها الوزير كوهين في السودان، تمّ طرح فكرة مساعدة إسرائيل للسودان في مجالات مدنية مختلفة، بينها الأمن والغذاء وإدارة الموارد المائية والزراعة وغيرها.
وكانت وزارة الخارجية السودانيّة، أعلنت الخميس (02.02.23) الاتفاق مع إسرائيل “على المضي قدمًا في سبيل تطبيع العلاقات بين البلدين” وتطويرها في المجالات المختلفة.
وأفاد بيان صادر عن الخارجية السودانية، بأنّه “مواصلة للاتصالات السابقة بين السودان وإسرائيل، قام وزير الخارجية الإسرائيليّ إيلي كوهين يرافقه وفد من وزارة الخارجية الإسرائيلية، بزيارة للسودان استمرت لبضع ساعات”.
وأوضح البيان أنّ الوفد الإسرائيليّ “التقى وزير الخارجية علي الصادق وعددًا من المسؤولين في الدولة، كما التقى في ختام الزيارة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان”.
كما ذكر البيان أنّ المباحثات “تطرقت إلى تطوير علاقات البلدين في المجالات المختلفة خاصة الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم”.
وأشار إلى أنّه “تم الاتفاق على المضي قدما في سبيل تطبيع علاقات البلدين”، موضحًا أنّ “الجانب السوداني حثّ الطرف الإسرائيلي على العمل لتحقيق الاستقرار والسلام بين إسرائيل والشعب الفلسطينيّ”.
كما التقى البرهان بكوهين في الخرطوم، وبحثا تعزيز آفاق التعاون المشترك لاسيما في المجالات الأمنية والعسكرية، بحسب بيان إعلام مجلس السيادة.
وأواخر 2020، أعلنت إسرائيل والسودان تطبيع العلاقات بينهما، بعد تعهّد الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب بإزالة اسم البلد العربي من قائمة ما تعتبرها واشنطن “دولاً راعية للإرهاب” وتقديم مساعدات للخرطوم، بيد أنّ الطرفيْن لم يوقعا رسميًا حتى الآن على (اتفاقية إبراهام).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى