هنا الاردن ….فأين العرب ؟

د. عبدالمهدي القطامين
بدأت اليوم صباحا 16 اذاعة محلية عاملة في المملكة الاردنية الهاشمية بتخطيط من مؤسسة الحسين للسرطان ومجموعة الراية الاعلامية حملة كبرى لجمع التبرعات لصالح مرضى السرطان في غزة لمعالجتهم في مستشفى الحسين للسرطان وهذا ليس بغريب على الشعب الاردني الذي كان وما زال رغم شح الحال يده هي العليا حين يتعلق الامر بتقديم العون للاشقاء في فلسطين على وجه العموم وفي غزة الصامدة على وجه الخصوص .
هذه الحملة الثانية التي يتم تنفيذها خلال هذه الحرب الشائنة الهمجية التي يشنها الاحتلال على غزة واهل غزة وارض غزة وسماء غزة وبحر غزة وكل شيء يتحرك في غزة الصمود وفي الحملة الاولى تم جمع مبلغ 12 مليون دينار لتقديم العون من غذاء ودواء الى اهلنا في غزة وهذه هي الجحملة الثانية التي نامل ان تحقق ايضا مزيدا من العطاء من اجل صمود اهل غزة في ارضهم وهم يقاومون اعتى حملة ابادة عرفتها البشرية في كل تاريخها .
جميل ما يفعله الاردنيون وهم يفزعون للاهل في غزة لكنني اتساءل بحسرة اين اخوتنا العرب من كل هذا واين اعلام العرب من القيام بحملة كبرى لاغاثة غزة واغاثة اهلها بدلا من تتبع كم ارتقى شهيد وكم منزل قصف وكم احياء تم هدمها بالكامل وكم ناس من اهل غزة الصامدة تم مسحهم تماما من السجلات المدنية .
اعرف ان في وطننا العربي الاف الخيرين ان لم اقل ملايين الذين يبحثون عن الاجر والثواب بل عن الواجب ايضا تجاه اهلنا في غزة وعن تقديم الاسناد لاهل غزة ولو فتح لهم باب التبرع عبر وسائل اعلامهم لكان المردود مبهر كبير يليق بما تقدمه غزة من صمود .
في دولة الاحتلال ومنذ بدأوا حربهم الباطلة على غزة انطلق من حكومتهم العشرات من المبعوثين الى مختلف دول العالم الغربي للحصول على الدعم اللازم وتمويل الحرب الظالمة ومن كل حدب وصوب كانت التبرعات تصب في خدمة الة الحرب المدمرة لكن غزة ظلت وحيدة تقاتل وهي تدافع اولا واخيرا عن شرف الامة وعن عزتها وتقف بوجه الدولة التي تريد بسط نفوذها ليس على فلسطين فحسب ولكن تحقيق حلمهم التاريخي في دولة تمتد حتى الفرات .
حسنا ما يفعله الاردنيون وهو درس لكي يهب العرب في كل دولهم الطويلة العريضة في حملات تبرع لدعم الناس في غزة الذين يواجهون الموت بصدورهم العارية وسط عار سيظل طويلا يلاحق كل متآمر وكل خائن وكل متردد وكل خائف لم تحرك فيه مشاهد الناس وهم يجرمون هناك بالة الحرب وسط صمت دولي استطاب مرأى الدم الفلسطيني الذي ينساب في كل ارجائها .
لمؤسسة الحسين للسرطان كل التحية وهي تقيم هذه الحملة الطيبة المباركة وكل الشكر ايضا لمجموعة الراية الاعلامية التي تجاوبت مع هذه الحملة ولكافة الاذاعات الوطنية الاردنية التي ساهمت في هذا البث الموحد لزرع بذرة الخير في مجتمع الخير .