ماجد القرعان
انفرد سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في كلمة الأردن التي القاها مندوبا عن جلالة الملك عبد الله الثاني في مؤتمر التغير المناخي المنعقد في باكو بأذربيجان بين قادة الوفود بمفاهيم ورؤى جديدة ذات أهمية بالغة حين ربط المحافظة على البيئة بالسلام لافتا الى مخاطر حرب الإبادة التي تشنها اسرائيل على سكان قطاع غزة وجنوب لبنان التي استخدمت خلالها عشرات آلاف الأطنان من المتفجرات الى جانب الأسلحة الفتاكة والممنوعة دوليا والتي ازهقت حتى الآن ارواح عشرات آلاف الضحايا والمصابين الأبرياء من النساء والأطفال وكبار السن والحقت دمارا شاملا في البنى التحتية والخدمات الإنسانية وسط صمت دولي لم يشهده التاريخ .
وحديث سموه شأنه شأن والده جلالة الملك ووالدته جلالة الملكة في كافة المحافل الدولية الأكثر وضوحاً ومصداقية وقوة وصلابة منذ اليوم الأول للحرب على غزة كاشفين للرأي العالمي ما يقترفه جيش الإحتلال من بطش بحق السكان ودمار لم يستثني المستشفيات ودور العبادة والمدارس والمجمعات السكينة وكافة مرافق البنى التحتية تحت سمع وبصر دول العالم وضعف المؤسسات الأممية الى جانب دعم غير المحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها لإسرائيل .
كلمة سموه التي حظيت باهتمام قادة الوفود المشاركة كانت نوعية واستثنائية حيث تطرق إلى قضايا لم تُناقش من قبل وربط التغير المناخي بما تنتجه الحرب الدائرة في المنطقة منذ أكثر من سنة من غازات دفيئة وتدمير لعناصر البيئة الطبيعية داعيا دول العالم الى تحمل مسؤولياتهم لوقف الكارثة الإنسانية في غزة والتي تؤثر سلبا على البيئة وتضعف الإجراءات الإيجابية التي تتصدى لظاهرة التغير المناخي والى تحقيق العدالة المناخية والإنسانية والتي قال بأنها لن تتحقق إلا بإعادة بناء الثقة في المجتمع الدولي والاعتراف بالإخفاقات السابقة في تحقيق العدالة البيئية والمناخية بين الدول وبخاصة تلك المستضيفة للاجئين.
وزاد سموه مشددا على ضرورة البدء بالعمل لإنقاذ كوكبنا من قناعة مفادها أن جميع الأرواح تستحق الإنقاذ والتضامن الذي نحتاجه والذي يعتمد على الإيمان بهذه الحقيقة وعلى أهمية مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية بروح التعاون.
كلمة سموه حملت دعوة عميقة للتضامن الإنساني وذكرت قادة الدول المشاركة في المؤتمر بالواقع المؤلم ومعاناة أهل غزة جراء تدمير بيئتهم ما يفرض تضافر الجهود الدولية للتحرك بمواقف جادة وصولا الى حلول حقيقية مستدامة وسلطت الضوء على الأزمات البيئية والمناخية وربطها بالحروب المدمرة في المنطقة بمقاربة ذكية ولماحة بين ظاهرة التغير المناخي والحروب وتبعات اللجوء التي أدت للضغط المتزايد على البنية التحتية وفاقمت من ظاهرة التغير المناخي .
بوجه عام فان كلمة سموه عكست الاهتمام الكبير الذي يوليه الأردن للقضايا البيئية سيما التغير المناخي وأكد فيها أهمية الربط بين التغير المناخي والأحداث الإقليمية والآثار البيئية للحروب والصراعات ومعاناة سكان غزة من التلوث الكبير في الهواء والماء وتدمير البنية التحتية وشبكات الصرف الصحي وإدارة النفايات مشددا على اهمية التضامن الدولي من أجل كوكب أخضر.