ندوة حزب عزم “تحت التاسيس “… الخطاب الواضح والحلول الممكنة
د. عبدالمهدي القطامين
حضرت البارحة ندوة لحزب عزم تحت التأسيس بدعوة كريمة من الصديق الدكنور محمد البدري والصديق المهندس زيد النفاع في مقر نقابة المهندسين فرع العقبة .
ولعل هذه الامسية هي الامسية الوحيدة التي احضرها من بين كافة الندوات التي اقامتها الاحزاب السياسية الناشئة في الوطن وهي احزاب في مجملها ذات خطاب متشابه يشخص الحالة لكنها لا تقدم اي حلول لكافة اشكالات الاقتصاد والسياسة في الوطن والذي لا يخفى على الكثريين انها تحتاج الى اعادة تقويم وتقييم وغربلة بعد ان ولوج الوطن مئويته الثانية وهو يئن من وقع مسارات اقتصادية وسياسية عجزت عن وضع اي حل لاي اشكالية تبدو هنا او هناك خلال مسيرة الوطن الطويلة .
في لقاء البارحة الذي شهد حضورا كثيفا ونوعيا في ان واحد اجاد منظر الحزب ” ان جاز التعبير ” زيد نفاع في طرح كافة الاشكاليات التي يعاني منها الاقتصاد الاردني وسط فوضى غير خلاقة ملمحا الى ان هوية الوطن الاقتصادية لم تتشكل بعد وانها ما زالت غير واضحة المعالم ولا تسير بوتيرة متصاعدة لتحقيق النمو الاقتصادي الذي هو اول خطوات التعافي الاقتصادي الكلي الوطني والذي ينعكس بالتاكيد على حياة الناس ومعيشتهم .
واجمع الكثير من الحضور على ان التشخيص الذي قدمه نفاع يشكل خطابا جديدا متقدما في رؤية الاحزاب للنهوض بالقدرات الوطنية والموارد الوطنية بعيدا عن دغدغة عواطف الجمهور بتقديم احلام لا تستند الى التحليل العلمي الدقيق لما يعانيه الاقتصاد اولا ومن ثم وضع الخطط الاستراتيجية الملائمة وتحديد البدائل الاستراتيجية الممكنة والتي ان طبقت ستكون بالتاكيد اول طوق نجاة للاقتصاد والخطوة الاولى نحو الانتقال من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد المنتج القادر على خلق وظائف حقيقية لابناء الوطن بعيدا عن الامنيات التي لا تستند الى اجراءات فعلية حقيقية وبرامج تمكن من النهوض بكافة القطاعات .
في خطاب مؤسس الحزب نفاع ثمة ما هو جديد وغير تقليدي في الشأن الاقتصادي وثمة وضع اليد كاملة على الجرح وتشخيص واقعي لما سيكون عليه الاقتصاد الاردني بعيدا عن نظام الفزعات والامنيات التي من المؤكد انها لا تطعم خبزا ولا تقيم اود ولا تبني وطنا توزعت دماؤه بين اقتصاديين يرون فيه بقرة حلوب واخرين يرونه محطة لتضخيم الثروات للمرور الى اقتصاد فردي لا تنعكس مخرجاته على عامة الناس واحوالهم .
وفي خطاب حزب عزم ” تحت التاسيس ” ثمة الكثير من اثارة الاسئلة المسكوت عنها والتي اجزم ان احزابا اخرى لم تلامسها ومرت عنها مرور الكرام وكل ذلك جميل ومنطقي ولكن ما هي قدرة الدولة بكافة اجهزتها على التقاط مثل هذا الخطاب ورعايته وترجمته على ارض الواقع يعود ذلك بكل تاكيد الى مجسات الحكومات وقدرتها على التفكير خارج المعتاد للوصول الى خطط اقتصادية عميقة بعيدا عن التوقف فقط عند مفهوم الجباية والضرائب والاستدانة من الجهات المانحة والذي ثبت بوجه قطعي انها عبارة عن ابر تخدير للاقتصاد تسكن الى امد محدود لكنها تؤجل فقط مستحقات مؤلمة الى حين مواجهة الحقيقة