فكر وثقافة

موسم الفرح يطرق الأبواب.. والتسوق للعيد يتطلب التزاما بالتحذيرات

بادرت عائلات إلى كسب الوقت واستغلال صرف الرواتب لشراء ملابس العيد، خصوصا للأطفال، في الوقت الذي ينتظر فيه الأهل قرارات تخفيفية لإجراءات الحظر، تمنح بعضاً من الفرح والبهجة لطقوس افتقدوها.
ويأتي موسم الأعياد للعام الثاني على التوالي، وقد أخذت الجائحة نصيباً من فرحة الأعياد المعتادة وطقوسها المغلفة بالفرح بشراء المستلزمات والملابس الجديدة، وأجواء تبدأ عادة منذ منتصف رمضان وحتى ليلة العيد.
الجمعة الماضية تزامنت مع فك الحظر الشامل، وكان ذلك فرصة مثالية للعديد من العائلات للتوجه للسوق واستغلال عطلة الموظفين بهدف شراء الملابس للعيد، وهو ما قامت به بالفعل ناديا جمعان، التي استثمرت عطلتها للتوجه للسوق وشراء ملابس لأطفالها الثلاثة، خصوصا مع صعوبة هذا الأمر باقي أيام الأسبوع لأنها موظفة بإحدى المؤسسات.
ناديا تحاول أن تزرع الفرحة في نفوس أطفالها من خلال شراء ملابس جديدة وهدايا، إذ لم يتوفر لدى عائلتها الفرصة الكافية للتنقل والاجتماع مع الأقارب جراء إجراءات الحظر والخوف من انتشار عدوى “كورونا”، متمنية أن تكون الظروف الاجتماعية أخف وطأة في أيام العيد، لكي تكتمل الفرحة.
الخبيرة والاستشارية التربوية انتصار أبو شريعة، تبين أن العيد يأتي في وقت ما تزال جائحة كورونا تحط بأثقالها على العالم أجمع، بسبب ما تركته من تبعات نفسية ومادية واجتماعية، فكثيرة هي البيوت التي خيم عليها الحزن لفقدان عزيز لديها بسبب هذا الوباء.
غير أن أبو شريعة تؤكد أن العيد فرحة الطفولة، والبهجة عليها أن لا تتصبغ بحزن الكبار وإحباطاتهم، ولا بد من محاولة محاربة هذه الجائحة والتصدي لها بالأمل والتفاؤل ليعم على أفراد الأسرة كافة، كذلك إبراز مظاهر الاحتفاء بالعيد، حيث إن القرارات الأخيرة التي اقتضت بفتح الحدائق والساحات هي فرصة ليعيش الصغار سعادة العيد والاستمتاع بمظاهره.
وتنصح أبو شريعة الأهالي بضرورة اصطحاب الأبناء خلال التسوق للملابس بما يساعد على التخفيف من التبعات النفسية للجائحة والتي طالت الكبار والصغار.
أم أيسر (ربة منزل) فقدت والدها جراء إصابته بفيروس كورونا في بداية الجائحة، إلا أنها تنوي شراء ملابس العيد لأفراد عائلتها كنوع من بث الفرحة في نفوسهم بعد فترة عصيبة مرت عليهم جميعا خلال الوفاة، وما ترتب على ذلك من ضغوط نفسية ومخاوف من تكرار الإصابة لباقي أفراد الأسرة.
لذا، تحرص على أن تكون أكثر حذرا والتزاما خلال تنقلها في السوق لهذه الفترة، واختيار أوقات بعيدة عن الازدحام الذي يشهده السوق في ساعات معينة، بهدف حماية نفسها وعائلتها من العدوى المحتملة في الأسواق.
استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور عبد الرحمن العناني، يؤكد أهمية التزام المتسوقين بكل إجراءات الوقاية خلال هذه الفترة، وبخاصة في فترة شراء ملابس العيد التي يضطر فيها المتسوقون إلى ملامسة الأسطح والملابس بشكل متكرر ومخالطة الكثيرين جراء إجراءات الغلق المبكر التي قد تسبب ازدحاماً ملحوظا، وبخاصة ساعات ما قبل الإفطار.
ويلفت العناني إلى أن الطريقة الرئيسية لانتقال العدوى هي الرذاذ الذي ينتقل من شخص لآخر بشكل مباشر، والاختلاط وملامسة الأشياء من أكثر من شخص، ما يتطلب الالتزام خلال شراء الملابس بارتداء الكمامة طيلة الوقت، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، حيث إن هذه الأمور قد تحمي نوعا ما من فرصة الإصابة المحتملة نتيجة التزاحم والتواجد بأماكن مغلقة.
ويشدد العناني على أن الملابس قد تكون سببا في نقل العدوى، فهي أسطح ويمكن أن يبقى عليها الفيروس لمدة قد تصل إلى 48 ساعة، وهذا أمر وارد للإصابة في حال تم ملامسة السطح من شخص مصاب مثلا خلال هذه الفترة، لذلك ينصح بعدم محاولة “قياس الملابس” في السوق، بل الانتظار لحين العودة للمنزل لتعقيمها ومن ثم ارتدائها بعد ذلك، تجنبا للعدوى.
َويببن العناني أن وضع الملابس في الدولاب لفترة من الوقت قبل ارتدائها لفترة طويلة قد يخفف من العدوى كون الفيروس تختفي فعاليته بعد 48 ساعة من وجوده على سطح الملابس، مشددا على أهمية الحذر من قياسها بشكل مباشر بعد اختيارها في المحل التجاري، وعلى العائلات أن تكون أكثر حذرا ووعيا خلال هذه الفترة.
أبو شريعة تؤكد كذلك أن كل ما ذكر يجب أن يصاحبه أيضا الاستمتاع بأجواء ما قبل العيد وزرع البهجة في نفوس الأسرة من خلال الحديث عن التفاصيل الجميلة، ومنها صلاة العيد التي سمح بها أيضا ليصطحب الأهل أبناءهم لأدائها، فكل هذه الأمور كفيلة بأن تخفف من شبح الحزن والإحباط الذي خيم على النفوس طوال الفترة الماضية.
وتقول أبو شريعة “هي دعوة للآباء والأمهات لصناعة الفرح وإظهار البهجة وتناسي الأحزان التي خيمت على جدران البيوت”.
الغد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى