الشاشة الرئيسيةمقالات

من اوميكرون إلى اوكيرين.

م.عامر الحباشنة

الحرب هي الحرب بكل مأسيها الإنسانية مهما حاول البعض تجميلها، وما أن صحا العالم من المتحور اوميكرون بعد ما يزيد عن عامين من جائحة كورونا، حتى وجد نفسه في جائحة أخرى يعلم الله مألات زمنها ونتائجها، الروسي بضغط التاريخ والحاضر والمصالح وجد العدو يطرق أبوابه الغربية، لذلك اختار الحسم العسكري لما يراه خطرا وكرة الثلج الناتويه تتدحرح نحوه، ورهانه على التوقيت الذي اختاره حيث العجوز الأوروبية لا يمكنها التخلي عن شراين الطاقة التي يغذيها، فظن أن الأمر نزهة وان الأمر الواقع لما حصل ٢٠١٤ مع القرم سيكرر، فثارث العجوز الأوروبية التي تتذكر جيدا ان منزلها كان ساحة حربين عالميتين وفي عقلها الباطن مصائب ودماء والأهم من ذلك مشروع مارشال الذي سلمها للعم سام، العم سام الذي كسب من الحربين دون يخوضهما على أرضىه،.
واليوم الروسي يقاتل نفسه وجاره لأن أوكرانيا لم تكن يوما سوى جزءا من إرث التاريخ الروسي سواء القيصري أو السوفيتي وصولا للإتحادي، ولانه يقاتل نفسه فلا انتصار على الذات، والأوروبي في القارة العجوز أيضا سيكون خاسرا سواء تراجع الروسي أو اكمل مهمته، فالعم سام على الشط البعيد هو المستفيد في حرب وصراع الجغرافيا الأوروبية، ففي كل الحالات سيعود مارشال من جديد ليحكم قبضته على ما هي محكومة اصلآ، ويعرف الأوروبي أن لا قرار له في السلم ولا الحرب وأنه مجرد ساحة صراع وأداة في يد صاحب القرار.
فهل خطط بوتين جيدا وقرأ تاريخ المائة عام عندما ساهمت القيصرية في إضعاف إمبراطورية بني عثمان ليقتسمها الانجليزي والفرنسي على طبق من ذهب، وعندما دفع ثمن النزوة الهتلرية وحرر ثلثي أوروبا وخرج من المولد بشرق أوروبا التي انقلبت عليه مخلبا بعد عقود،؟؟ وهل سيفعلها العم سام ويخوض حربه للمرة الثالثة على غير أرضه وبغير جنوده، وماذا ستكون نتائجها عليه وعلى شقيقة العجوز.
محليا وإقليميا، دفعنا ثمن الجولة الأولى عندما اختار الباشوات الثلاث في إسطنبول المحور المهزوم، فكان التقسيم وسايكس بيكو، ودفعنا ثمن الجولة الثانية بخسارة فلسطين بالنكبة وتثبيت التجزئة، وفي الثالثة إن طالت ترى أي ثمن ينتظرنا.
فأي شرار وشر ينتظر العالم، فلا حروب بالمجان وما لا تخطه دهاليز المصالح والسياسية ستخطه فوهات المدافع وهذه المرة بالبث المباشر. من فيلق الإعلام الفضائي.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى