من أنا.. حتى أجتهد في هذا الوقت الحرج؟” قالها “الصفدي الوزير”.. الأردن: “شغب ونميمة” يستهدفان منهجية “الدبلوماسية الخشنة” وحزمة “دسائس” و”شخصنة” في طريق “وزارة الخارجية”.. الإتحاد الأوروبي لحق بفكرة “حماس لا تموت بالحرب

الغواص نيوز
لماذا بدأت “حملة باطنية” من بعض كبار الموظفين والسياسيين الأردنيين “تتحرش وتناكف” وزير الخارجية أيمن الصفدي تحديدا؟
يطرح اعضاء في برلمان الأردن ونخبة عريضة من السياسيين المعارضين مثل هذ السؤال برفقة الإثارة التي ترافق تعليقات وتصريحات بعض المسؤولين حاليا في الإتجاه المعاكس لعناصر الإشتباك الدبلوماسي التي يقودها بكفاءة ومهنية الوزير الصفدي بصفته “المكلف المباشر” بإنفاذ “التوجيهات العليا” بخصوص العدوان العسكري الإسرائيلي حصرا في إطار المجتمع الدولي والدبلوماسي لإستعراض الثوابت الأردنية.
تجاهل الصفدي عدة مرات ملاحظات ومحاولات لإعاقته لا بل أحيانا لإتهامه بإتخاذ مواقف “متشددة” قد تلحق الأذى بمصالح الدولة الأردنية وتحالفاتها.
لكن حجم الإتجاه المعاكس الذي يحاول إثارة الجدل حول تصريحات متشددة ضد الإسرائيليين وسلوكهم للصفدي بدأه يرصده المراقبون المباشرون في إطار نمو الملاحظات الإعتراضية التي يتقدم بها أيضا بعض سفراء الدول الغربية.
ويبدو ان سفراء دول مثل الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا في عمان العاصمة لا تعجبهم تصريحات الصفدي بفكرة أن “حماس فكرة لا تموت ولا تقتل بالعمل الحربي”.
لكن مقربون من الصفدي ابلغوا مؤخرا بأن ممثل الإتحاد الأوروبي جوزيف بويل نفسه صرح قبل أيام بأن القضاء على حماس بالعمل العسكري غير ممكن بمعنى إقتنع تماما بما يقوله الأردن دبلوماسيا خلافا لأن عدة دول غربية “بدأت تقتنع” أكثر بان إستمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي بمعدلة الحالي وبصرف النظر عن حماس وهزيمتها بدأ يهدد “مستقبل التعايش السياسي والسلمي بين اسرائيل والفلسطينيين”.
ورفض رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز بعدة جلسات مؤخرا أي إتهام لوزير الخارجية بـ”التصعيد المبالغ فيه” معتبرا ان “وزير الخارجية يقوم بواجبه في عرض موقف الأردن والقيادة بمهنية وإقتدار”.
وتلمح تعليقات الفايز التي رصدت في أكثر من موقع بان الحملة ضد نشاط وتعبيرات وزير الخارجية “غير لائقة”.
لكن الصفدي نفسه قال وسط نخبة صحفيين مؤخرا في إجتماع لم يخصص للنشر بان ما يقوله أو يفعله هو “إلتزام حرفي” بنصوص التوجيهات ثم سأل: “من أنا حتى أجتهد- لا سمح ألله- في هذه المرحلة الحساسة وفي هذا الظرف الخطير الذي تهدد في عمليات إسرائيل الهمجية الإستقرار في عموم المنطقة؟”.
رغم ذلك يبدو خلف الستائر عن “حملة كراهية” تظهر وتحاول “مشاغلة الصفدي والمشاغبة عليه” ثم تحميله مسؤولية مبالات مضرة في التصريحات مع علم جميع من يطرحون مثل هذا الرأي بأن الصفدي لا يجتهد ويعبر حصريا عن موقف الدولة الرسمي والتعليمات.
وساهمت تصريحات الصفدي التي اعتبرت أحيانا بمستوى “الدبلوماسية الخشنة” ليس فقط في “تغيير نمطية رواية المجتمع الدولي تجاه قصف غزة” ولكن أيضا في تقديم أدلة لإحتواء الإنفعال والتشنج الداخلي في عمق المجتمع الأردني وفي إدارة حالة توحد نادرة برزت بسبب القصف الإسرائيلي العنيف بين الموقفين الشعبي والرسمي.
وحسب مصادر خبيرة ومتابعة “الشغب والنميمة” على وزير الخارجية الأردني “مرصود ومسجل” والإنطباع أحيانا أنه “شخصاني” وينطوي على “دسائس”.
وفي لحظة ما من الصعب “التساهل معه” وشرحت تلك المصادر بان محاولات إعاقة الطريقة التي يدير بها الصفدي التعبير عن موقف بلاد شارك فيها بعض “الموظفين” الكبار مؤخرا في مراكز قرار وبعض المستشارين واحيانا وزراء خارجية سابقون وبعض نواب البرلمان وغيرهم.
رأي اليوم