الشاشة الرئيسيةمحليات

منزل الشريف الحسين بن علي في العقبة رمزية مكانية وتاريخية

أحمد الرواشدة

العقبة- يسرد منزل الشريف الحسين بن علي الذي بني العام 1917 حقبة مهمة ونقطة تحول كبيرة في تاريخ الأردن برمزية المكانية والتاريخية في العقبة منذ بداية الثورة العربية الكبرى لتبقى محفورة بأذهان الأردنيين.
وعلى الشاطئ الشمالي لمدينة العقبة يقع منزل الشريف الحسين بن علي ملك العرب وقائد الثورة العربية الكبرى الذي صممه محمد أحمد الأسد في العام 1917 وبناه أهل العقبة بجانب قلعة العقبة التاريخية وساحة الثورة العربية الكبرى، ويدل أمر البناء على أهمية العقبة المتزايدة في تلك الفترة.
في بداية القرن العشرين استقبلت مدينة العقبة جحافل الثورة العربية الكبرى وعلى رأسهم شريف مكة الحسين بن علي وأقام الشريف في منزله الذي بني على طراز البيوت الحجازية واستقبل فيه شيوخ ووجهاء العقبة.
يقول المؤرخ والباحث في التراث العقباوي عبدالله المنزلاوي: “إن المنزل له رمزية كبيرة كونه موجودا في المنطقة التاريخية التي بدأت منها أصلا قصة إنشاء الدولة الأردنية والتي تجمع فيها أحرار العرب وانطلقو بانطلاقة جديدة للثورة العربية الكبرى، ومن هذا المكان كتبت قصة الدولة الأردنية والرمزية الأخرى أن هذا المنزل هو الأول الذي بني للهاشميين على أرض الأردن في العام 1918، مؤكداً أن من شارك في بنائه أهالي العقبة لذلك بني على الطراز العقباوي القريب من الطراز الحجازي، فقد كان أهالي العقبة يجمعون الحجارة ويشيدوا المنزل، مشيرا إلى أن الأرض التي بني عليها المنزل يمتلكها أحد أبناء العقبة واسمه علي بيومي وهي كانت عبارة عن حفيرة.
وتضمنت مواد بناء المنزل الحجر والطين المخلوط بالتبن والمصبوب في قوالب خشبية والمجفف تحت أشعة الشمس. وغطى البناء طبقة من الطين المطلي بالكلس، أما الأسقف فبنيت من جسور خشبية تتكئ على دعامات خشبية أسطوانية، وغطيت بالحصر المصنوعة من سعف النخل والمغطاة بطبقة من الطين.
وأشار المنزلاوي إلى أن هذا البيت على مدار تاريخه استخدم لأكثر من استخدام خاصة في الاستخدامات الرسمية، ولا سيما نُزلا للضيوف ويذكر بتاريخ إنشاء الدولة الأردنية والثورة العربية الكبرى التي انطلقت من جديد من هذا الموقع، مؤكدا أن المنزل قبالة البحر وأمام الميناء المملوكي والذي قام بترميمه الشريف الحسين بن علي عندما جاء إلى العقبة واستقر فيها العام 1925، مبينا أن سجل الأردن محفور بين جدارن هذا المنزل كتبت حوله الكثير من الأشعار ونسجت أمامه العديد من القصص.
وقد تمت بيعة أهل العقبة داخل المنزل والذي أعطى رمزية لهذا البيت ثم تحول لاحقا إلى دار للحكومة في ثلاثينيات القرن الماضي، وكان يضم متحف آثار العقبة الذي يشتمل على نقش بالخط الكوفي لآية الكرسي، ومجموعة من الدنانير الذهبية التي تعود للعصر الفاطمي، وقطعا أثرية فخارية، وتاجية من الرمل والحجارة وجدت في موقع أيلة.
وحاليا تجري عمليات ترميم وتطوير البيت ليصبح متحفاً وطنياً يضم مقتنيات الثورة العربية الكبرى والآثار الموجودة في العقبة وشاهداً على أحداث ارتبطت بتاريخ الأردن وبقيت نقشاً تشرق شمسه وتتلألأ إنجازاته بإرث التضحيات التي ستبقى سفرا لأبناءه بأن أجدادهم وأبناءهم كانوا لبنات العطاء الممتد نحو الغد المقبل في كل صباح ومساء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى