الشاشة الرئيسيةدولي

مركز أبحاث الأمن القوميّ يعرِض سيناريو الحرب القادمة: إسرائيل ستتعرّض لقصفٍ صاروخيٍّ كثيفٍ وردّ فعلها سحق حزب الله في لبنان فيما ستُهاجِم الولايات المُتحدّة إيران جويًا وبشكلٍ مُركّز

الغواص نيوز
أكّد سيناريو عكفت على إعداده كوكبة من باحثي مركز أبحاث الأمن القوميّ في تل أبيب أنّه على خلفية انفجار محطة التخصيب النووي في ناتانز، واغتيال العالِم النوويّ الإيرانيّ، محسن فخري زاده والجنرال قاسم سليماني، يمكن الحديث عن نموذج لما تسمى “لعبة حرب”، ويتمثل في سيناريو رد فعل محتمل لصراع من شأنه أنْ يؤدي إلى حرب في الشرق الأوسط بين المحور الإيراني الذي يضم سوريّة وحزب الله، وبين إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة وغيرها.
وشرح المعهد، في ختام مؤتمره السنويّ أمس الخميس، أنّ “رد الفعل الإسرائيليّ المتوقع يشمل هجومًا واسعًا على أهداف إيرانية في سوريّة والعراق، يسفر عن مقتل إيرانيين ومقاتلي حزب الله، فيما يرد الحزب بصواريخ على شمال إسرائيل في المرحلة الأولى، بهدف محاولة الحد من الصراع، ثم إطلاق الصواريخ جنوب حيفا، وترد إسرائيل بمهاجمة أهداف للحزب في لبنان، بما في ذلك مشروع صواريخه الدقيقة ببيروت”.
أمّا عن الرد المتوقع من الولايات المتحدة، فيتوقع السيناريو أنّ “القوات الأمريكية تبعث برسائل لإيران، وتزيد من جاهزية قواتها في الخليج، وتجري محادثات تشاورية مع روسيا والصين بشأن طبيعة الرد المناسب من جانبها، وعلى الفور تنفذ ضربة جوية أمريكية مكثفة ضد إيران، ولكن بخلاف الهجمات على المليشيات في العراق، فلا تنفذ الولايات المتحدة أيّ إجراءاتٍ هجوميّةٍ”.
وعن الموقف الروسيّ قالت المحاكاة إنّه فيما يتعلّق بالرئيس بوتين تمثل الأزمة فرصة لوضع نفسه كلاعب إقليمي ودولي رئيسي، وميزته أنّه يمكنه التحدث لجميع اللاعبين، واستخدام الدبلوماسية المتسارعة أمامهم، وهي فرصة لروسيا للتحدث مع إدارة الرئيس بايدن، مع أن روسيا ترى أن تنسيق شؤونها مع إسرائيل أسهل من إيران، وفي الوقت ذاته لا تستطيع منع إيران وحزب الله من استخدام الأراضي السورية لمهاجمة إسرائيل، بما فيها ضدّ رغبة الأسد، ممّا قد يعكس توترات حقيقية بين روسيا وإيران في سوريّة”.
بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، تحدّث السيناريو أنّ “إيران جزء من سيناريو الحرب، وستتصرف بطريقة محكومة لمنع نتيجتين سلبيتين لها: الأولى الهجوم على أهداف في أراضيها، والثانية تآكل القوة الصاروخية لحزب الله في لبنان، وهي تهدف لردع إسرائيل عن مهاجمة البنية التحتية النووية في إيران، وقد تسارع لإغلاق الموقف لمنع مهاجمة أراضيها، لكنها تفشل بمنع الحزب من العمل ضد إسرائيل، فالتوتر يعكس مصالحه، رغم اعتماده على إيران”.
أمّا عن موقف الإمارات، فذكر السيناريو الإسرائيلي أنّ “دول الخليج تتعامل بشكل أساسي مع ما يحدث في بيئتها، وهدفها النهائي منع هجوم آخر على أراضيها، وستدعو مجلس الأمن لإدانة الهجمات، وفتح تحقيق دولي، مع تنسيق المواقف مع السعودية والبحرين ردًا على الحوثيين”.
وأكد أنّ “سوريّة سيكون موقفها هو محاولة عدم التورط في القتال، رغم أنها لا تملك القوة لمنع حزب الله وإيران من العمل على أراضيها، رغم أن جميع اللاعبين يريدون تجنب تصعيد واسع، وهذه نتيجة مماثلة لما تشهده المناورات الحربية الأخرى، ولكن في حالة حدوث سيناريو مماثل في الواقع، فإن رد إسرائيل سيكون أشد مما هو معروض في عملية المحاكاة”.
وأشار إلى أنه “من الصعب للغاية رؤية موقف لا يكون فيه الرد الإسرائيلي حاسما بما فيه الكفاية، فعندما يتم إطلاق صواريخ على تل أبيب مع 16 قتيلاً، فإنّ هذا سيناريو خطير للغاية لم نشهده في عام 2006، لأنّ أيّ هجوم عليها من خلال منظومة صواريخها الدقيقة سوف يتسبب بإصابات واسعة النطاق فيها، وبالتالي يمكن تصعيده”.
وختم المعهد محاكاته بالإشارة إلى أنّه “في التفكير العقلاني، لا تهتم كل الأطراف بالحرب، لأنها ترى تكلفتها باهظة، وفرصتها قليلة لتعزيز مصالحها الحيوية، لكن سوء التقدير، والانحراف عن التوقعات، والتعامل غير الدقيق مع الأزمة، قد يؤدي للحرب، عبر تبادل الضربات بين الطرفين، وصولاً إلى النهايات الخطيرة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى