الشاشة الرئيسيةمقالات

مدرسة العقبة الدولية ما بين التمكين والتمتين التعليمي

الدكتور عبدالمهدي القطامين
ثمة الكثير من المنجزات في العقبة والتي لا يمكن المرور عليها مرورا عابرا نظرا لدورها في تغيير الواقع نحو الافضل والاجمل ومن ضمن هذه المشاريع التي تمت برؤية من سلطة المنطقة الخاصة وتنفيذ شركة تطوير العقبة مدرسة العقبة الدولية التي اتاحت الفرصة لابناء المجتمع في العقبة الالتحاق بمسار تعليمي كانت المدينة تفتقده وفي امس الحاجات له في ظل تعليم ظل تقليديا ردحا من الزمن ولم يثبت قدرته على المنافسه خاصة في المسارات التي تعتمد على المنهاجين البريطاني والامريكي .
مدرسة العقبة الدولية التي تاسست في العام 2005 كمشروع ممكن للاستثمارات في المنطقة الاقتصادية الخاصة ولمجتمع العقبة بمختلف اطيافه التزمت منذ التاسيس بمبادىء تعليمية عريقة توفر تعليما دوليا متطورا يصقل شخصية الطالب ويثري تجارب التعلم وبناء المهارات وتعزيز الممارسات الاخلاقية لدى المتعلمين لتشكيل شخصياتهم وصقلها وتعزيز قدرتهم على خوض الحياة متسلحين بالعلم والمعرفة ومهارات لغوية متطورة في اللغة الانجليزية تمكنهم من الالتحاق بامهات الجامعات العالمية وليس غريبا ان الكثير من خريجي هذه المدرسة التحقوا في مختلف جامعات العالم واستطاعوا ان يثبتوا قدرتهم على شق طريق المستبقل متسلحين بمعرفة متعددة الاركان وشخصيات قادرة على المحاورة مع الاخر بعيدا عن عملية التلقين الدارجة والتي لا تهيء في اغلب الاحيان الطلبة للولوج الى عالم العلم نظرا لمحدودية مهاراتهم اللغوية في اللغات الاجنبية .

ولعل من اهم ميزات التعليم في مدرسة العقبة الدولية هو ذلك البناء لشخصية الطالب وتنويع مصادر المعرفة والتركيز على النشاطات اللامنهجية التي تعزز من قدرة الطالب على التفرد في المجتمع وقيادته لاحقا وهذا البناء المعرفي كان اهم سمات المدرسة التي لم يكن ابدا هدفها الربح منذ قيامها فهي بالكاد تغطي مصروفاتها ونفقاتها الجارية لكن ذلك لم ينعكس على الاداء التعليمي ولم يدفعها للتهاون في المنهاج الذي يخضع لتقييم دولي بين فترة واخرى اضافة الى ان المدرسة تركز على التفكير الناقد وتنمية مدركات الطلبة النقدية في التعامل مع الحياة ومشكلاتها .
قلنا وما زلنا نقول ان تمكين المجتمع اولى بكثير من البناء والاعمار الاسمنتي والاستثماري على اهمية مثل هذه الاعمال لكننا عندما نبني فردا صالحا في المجتمع ممكنا قادرا على ان يكون قائدا لا تابعا في خضم الحياة فاننا لحظتها نضع اقدامنا بثقة على اول درجات الصعود لتنمية المجتمع وتوزيع مكاسب التنمية بصورة عادلة .
لقد درس لي في هذه المدرسة ابنتان ومن خلال متابعتي لهما على مقاعد الدرس تبين لي الكثير من الفروقات الايجابية لصالح الطلبة وهي فروقات ما كنت لاراها في مدارس اخرى واهم ما لاحظته هو القدرة على الحوار والتعامل مع الاخرين وفق قيم مجتمعية ثابتة جميلة وتلك الثقة بالنفس التي كانت تلوح وتلمح عند الحوار في اي شأن .
اخيرا ربما صار بوسعي ان اقول ان مدرسة العقبة الدولية تعد فعلا درة تعليمية في العقبة وفي ذلك يتفق معي الكثيرون الذين لا يرون من خلال منظار اسود او رمادي بل يقارعون الحجة بالحجة ويقارنون بين اساليب التعليم والتعلم بين هذه المدرسة وتلك ويقولون الحقيقة بعيدا عن الاهواء الشخصية التي تكاد تقتل كل منجز وطني جميل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى