حين تخرج الوزارات عن النمطية ….الثقافة انموذجا

د.عبدالمهدي القطامين
منذ بدء جائحة كورونا استطاعت وزارة الثقافة الخروج عن نمطيتها السائدة وان تتموضع في مكان متقدم مشتبكة مع الناس في اشتباك ايجابي لم تعهده الوزارة تاريخيا ولم يعهده الناس ايضا فقد ظلت وزارة الثقافة هامشية تمشي على استحياء وخجل ولا تتقدم ارض المواجهة لتنشر الوعي الجماهيري وتقود الرأي العام وتوجهه وتجعله يخوض معركته مع الشان العام بطابع ثقافي تتقبله الاغلبية وتساهم فيه ….فما الذي حدث ؟
سنحلل المسألة ببساطة .. هل تغير كادر الوزارة الجواب ان الكادر هو هو …هل تغيرت او تضاعفت موازنة الوزارة الجواب …لا على العكس فقد طالها التقشف .. اذن ثمة امر حدث غير من معادلة وصورة وزارة كانت ترضية في اغلب الاحيان يجلس وزيرها على مدرجات الانتظار عندما تكون المواجهة مباشرة مع الحدث .
المسألة بكل بساطة تعود الى القائد وهنا اعني الوزير …هل هو قادر على الابتكار والخروج من النمطية وتقديم وزارته لتكون متصدية ضمن المتصدين في مواجهة شرسة ….هذا ما حدث وهذا هو التغير الذي حصل فقد استطاع الفتى القادم من الجنوب الممتلك لمهارات اتصالية عالية وحصيلة علمية متجاوبة مع ضروريات الواقع استطاع ان يخرج بالعديد من البرامج التفاعلية التي شدت الجمهور وادمجته في اتون مواجهة كورونا واستطاع باسم الطويسي ان يمول كافة برامجه من خارج اطار موازنة الوزارة المحدودة .
اجزم ان باسم الطويسي اعاد لنا املا كنا فقدناه في قدرة الوزارات على العمل والتحدي وقضى على الكثير من الشكوك التي تراودنا في ان لا ثمة امل في التغيير .
شكرا د.باسم …..وشكرا لكل الزملاء في وزارة عاصرت بداياتها وها انا اشهد نهضتها …لقد ابدعتم ايها الرفاق