متحف الأمن العام.. إرث تاريخي يدفع إلى تعزيز السياحة في العقبة

الغواص نيوز _ أضاف متحف الأمن العام الذي افتتح منتصف العام الحالي، قيمة سياحية جديدة صيفا وشتاء، إلى باقة المواقع السياحية والتراثية التي تمتاز بها مدينة العقبة، إلى جانب كونه نافذة فريدة على تاريخ ومسيرة الأمن العام المتجددة في المملكة.
ويجسد متحف الأمن العام، جهود المملكة في توثيق وحفظ تاريخها الأمني، مع استمرار تطور المعروضات والأنشطة المختلفة ليقدم نظرة شاملة على تاريخ جهاز الأمن العام الأردني وتطوره على مر العقود، من خلال وثائق وصور تاريخية وموجودات تشير إلى مراحل زمنية مرت بها المديرية منذ العام 1921 ولغاية اليوم.
ويمثل وجود المتحف في العقبة بتصميمه الفريد ومقتنياته، مرفقا وإرثا تاريخيا مهما، ولوحة سياحية تستقطب الزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم، ليكون نافذة مفتوحة على تاريخ جهاز الأمن العام الأردني وتطوره على مر العقود، ونقطة مضيئة في مسيرة التطور الأمني في الأردن ووجهة جذب سياحية مثالية للعائلات والطلاب والباحثين.
يقول المواطن الزائر إلى المتحف محمود القرالة، “إن المتحف أضاف واجهة سياحية جديدة للقادمين إلى العقبة، خصوصا من أبناء المحافظات، للتعرف على مسيرة الأمن العام في المملكة منذ بداية نشأتها والمراحل التي مرت بها إلى وقتنا الحاضر”، مؤكدا أن ما شاهده يبعث في النفس الفخر بما وصل إليه الجهاز العريق الذي تأسس قبل 100 عام.
ويشير المواطن عبد الله الرفوع، إلى أن “تنوع المعروضات في المتحف له دلالة كبيرة على المسيرة المميزة للأمن العام”، مؤكدا أنه شاهد الوثائق التاريخية والصور الفوتوغرافية والأزياء الرسمية القديمة والمعدات والأسلحة التي كانت تستخدم في الماضي، وكل قطعة معروضة تروي قصة فريدة، وتعكس جزءا من تاريخ الأمن العام في الأردن، بالإضافة إلى أقسام تفاعلية تستخدم التكنولوجيا الحديثة لتوفير تجربة تعليمية وترفيهية للزوار، وكذلك الاستماع إلى تسجيلات صوتية لأحداث مهمة، ومشاهدة أفلام وثائقية تعرض تطور أساليب العمل الأمني، وحتى تجربة بعض التقنيات الحديثة المستخدمة في التحقيقات الجنائية.
ووفق الكاتب والمحلل الأمني الدكتور بشير الدعجة، فإن “المتحف الجديد ليس مجرد مجموعة من المعروضات؛ بل هو نافذة مفتوحة على تاريخ جهاز الأمن العام الأردني وتطوره على مر العقود، ويعد إضافة قيمة للمدينة والوطن بشكل عام”، مشيرا إلى أن “الأمن العام، منذ تأسيسه، لعب دورا حيويا في الحفاظ على الأمن والاستقرار في الأردن، ومع مرور الزمن، تطورت تقنيات وأساليب عمل هذا الجهاز بما يتماشى مع التحديات المتغيرة”.
وأضاف الدعجة “هنا يأتي دور متحف الأمن العام ليبرز هذه التطورات وليقدم للزوار رؤية شاملة عن تاريخ هذا الجهاز المهم. يقع المتحف في منطقة إستراتيجية في مدينة العقبة، مما يجعله سهل الوصول لكل من المواطنين والسياح؛ حيث يتميز تصميمه بالحداثة والابتكار، مع مراعاة عناصر الأصالة والتراث، فعند الدخول إلى المتحف، يشعر الزائر وكأنه يخوض رحلة عبر الزمن، تبدأ من الأيام الأولى لتأسيس جهاز الأمن العام وصولا إلى العصر الحديث”.
من جهته، قال الخبير السياحي محمد الحسنات “إن المتحف يعد واجهة سياحية جديدة لزوار العقبة من مختلف أنحاء العالم ويرتبط بجانب الأمن السياحي، وهو مفهوم جديد لتعريف الزائر بتاريخ وعراقة الأمن العام أو الوحدات العسكرية منذ نشأتها ومراحل تطورها، بالإضافة إلى أنه يطيل مدة إقامة السياح في المدينة التي تقع على رأس المثلث الذهبي؛ العقبة والبترا ووادي رم”.
وأكد الحسنات “أن متحف الأمن العام يسهم في تعزيز السياحة في مدينة العقبة، فبجانب جمال المدينة الطبيعي وتاريخها الغني، يضيف المتحف بعدا جديدا يجذب الزوار المهتمين بالتاريخ والأمن، ويمكن للمتحف أن يكون وجهة مثالية للعائلات، والطلاب، والباحثين، وحتى للسياح الذين يرغبون في معرفة المزيد عن الأردن وأجهزته الأمنية”.
وأقيم المتحف ضمن مبنى تاريخي لمديرية الأمن العام بدأ استخدامه في ثلاثينيات القرن العشرين كمركز أمني عُرف بمركز شرطة العقبة الشمالي، حيث تحول في تسعينيات القرن العشرين إلى مركز إصلاح وتأهيل حتى العام 2002، إذ خرج عن الخدمة منذ ذلك الوقت إلى أن قررت مديرية الأمن العام الاستفادة منه كمتحف يروي تاريخ الأمن العام الذي امتد لأكثر من مائة عام.
وأكد مدير الأمن العام اللواء الدكتور عبيد الله المعايطة، أن المتحف يربط الإرث الأردني وتاريخ الأمن العام العريق بالجانب السياحي، ويوثق المتحف تاريخ الأمن العام الأردني ونشأته وتطوره في ظل الهاشميين، من خلال وثائق وصور تاريخية وموجودات تشير إلى مراحل وأوقات زمنية مرت بها مديرية الأمن منذ العام 1921 ولغاية اليوم، مشيرا إلى أن المتحف يمثل موروثا وطنيا لكل الأردنيين ولمؤسسات الوطن كافة، ويحاكي رعاية الهاشميين للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، والعلاقة التي جمعت هذه الأجهزة والمؤسسات مع الإنسان الأردني والمجتمع في ظل الهاشميين.
وشدد المعايطة، على رمزية وجود المتحف في مدينة العقبة التي استقبلت طلائع الثورة العربية الكبرى بما حملته من آمال وقيم، والتاريخ العسكري للمدينة والإقليم، وما وصلت إليه اليوم كبوابة اقتصادية وواجهة سياحية للمملكة.
وأكد رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف حميدي الفايز، إضافة المتحف على خريطة مواقع مثلث النهضة (العقبة، وادي رم، وقصر الملك المؤسس في معان)، ما يسهم في إغناء التجربة السياحية والثقافية للمكان ويعكس هوية الدولة الأردنية وتاريخها، لافتا إلى “أهمية إبراز الأبعاد التاريخية بشراكة مع المؤسسات الوطنية العسكرية والأمنية التي نفخر بتاريخها وعراقتها، ونعتز بما وصلت إليه اليوم من سمعة محلية ودولية بفضل الرعاية الهاشمية الحكيمة”.
يشار إلى أن المتحف يفتح أبوابه لاستقبال الزوار كل يوم من الساعة العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساءً طيلة أيام الأسبوع، باستثناء يوم الثلاثاء.
الغد

Exit mobile version