
الغواص نيوز …..رصد
لندن- خاص بـ”رأي اليوم”:
عكس العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في تصريحاته الأخيرة والعلنية المثيرة تحديدا بخصوص الملف السوري حقيقة ما يجري خلف الأضواء والستارة في نمو يلمسه المراقبون بالاتصالات الأردنية مع القصر الجمهوري السوري.
قبل حديث لمحطة “سي إن إن” وزيارته لواشنطن وكما ذكرت “رأي اليوم” في تقارير سابقة لها، أبلغ العاهل الأردني نخبة من المثقفين والسياسيين بأنه سيتحدّث ببعض الملفات باسم بعض قادة المنطقة.
لم يُعرف بعد ماذا كانت عبارة قادة المنطقة والإقليم تشمل أيضا الرئيس السوري بشار الأسد، لكن ما نُقِل من كولسات في أحاديث للملك مع نخب محلية أن لديه اتصالا مباشرا مع الرئيس السوري بشار الأسد.
صحيح براي مراقبين أن تلك معلومة يكشف عنها النقاب لأول مرة، لكن صحيح أيضا أن الأردن وانطلاقا من مصالحه المباشرة بصدد عمل دبلوماسي مكثف لاستثناء قطاعاته من تطبيقات عقوبات قانون قيصر الأمريكي، الأمر الذي دفع باتجاه كثافة في تبادل الرسائل عبر قنوات خاصة ومغلقة جدا بين الملك والرئيس الأسد طوال الأسابيع الثمانية الماضية.
ثمة ترتيبات اتفق عليها مع السوريين وأنجزت.
من بينها التفكير بالربط الكهربائي إلى سورية ولبنان وبينها أيضا تبادل الوفود على مستوى غرف التجارة والصناعة والاتفاق على ألا يدفع الأردن بدون تنسيق مُسبق باتجاه عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
قبل زيارة الملك إلى واشنطن ألغت الحكومة الأردنية القيود على السلع المستوردة من السوق السورية وأرسل إلى الرئيس الأسد ما يُفيد بأن مصفاة البترول الاردنية لديها توجيهات اليوم بإمكانية المساعدة في شحن محروقات إلى الداخل السوري سبق أن طلبها الرئيس السوري نفسه.
يبدو أن الجانب السوري أنعش أيضا تنسيق اللجان العسكرية والأمنية المشتركة على الحدود وأن الجانب الأردني بدوره قطع العديد من اتصالاته الرسمية مع معارضين سوريين بالخارج والفرصة مُتاحة أكثر اليوم بتنسيق تجاري وحدودي.
وهي أيضا أتيحت لاستئناف العمل ببروتوكول زراعي قديم بين البلدين قد يعقبه اتصالات بيروقراطية مائية للتنسيق بشأن سد الوحدة وتخزين المياه على كتفي نهر اليرموك.
تحرّكت حكومة عمان في الهامش المتاح لها ضمن التقنيات الحصار الأمريكي والغربي على سورية وقدّمت منظومة الأمن العسكرية السورية ضمانات للأردنيين بأن تبقى المجموعات الإيرانية والعراقية واللبنانية المساحة إلى مسافة تزيد عن 50 كم على الأقل جنوبا باتجاه درعا الأردنية السورية المشتركة.
في الأثناء يبدو أنه ثمة تنسيق مع الجيش السوري لمكافحة التهريب وآخر له علاقة بمناطق درزية محاذية لبادية الشمال الأردنية وثمة نصائح من السوري للأردني بتجنّب نطاق عملياتي محدد بالقرب من منطقة عسكرية أمريكية ستقام للمراقبة شرقي الأردن وبمحاذاة منطقة الأزرق تقريبا.
التلوين كبير سياسيا هذه الأيام بين عمّان ودمشق وطاقم السفارة الاردنية في دمشق تم تعزيزه والاتصالات الدبلوماسية أفضل مع الطاقم السوري في العاصمة الأردنية.
كل تلك الخفايا في مجال نمو خطوات استعادة الثقة والتطبيع التدريجي رفعت من منسوب الرسائل المتبادلة بين القصرين الملكي الأردني والجمهوري السوري.
وهي خلفيات توضح أو تشرح تلك العبارات الرنانة التي وردت على لسان ملك الأردن وهو يصر على أن نظام الرئيس بشار الأسد باق في سورية بمعنى لا مجال للعودة إلى اسطوانة تغييره كما ألمح الملك إلى ضرورة التحدّث إلى السوريين لتغيير سلوك النظام وليس لتغيير النظام نفسه مؤكدا بأن اللاجئين السوريين لن يعودوا قريبا إلى بلادهم لأن بلاده مهتمة بوجود ما يُمكن أن يُبرّر هذه العودة داخل سورية.
وحيث الاعتقاد الأردني الآن بتفكيك جزئي للحصار على النظام السوري أكثر رسوخا وأصبح يمثل استراتيجية عمل أردنية فيما يبدو