
لا نحتفل بمئوية تأسيس الدولة الأردنية الحديثة لمجرد مرور 100 عام على التأسيس ، ولكن نحتفي لنستذكر حجم التضحيات ونشتم رائحة نجيع الشهداء وشذى التراب ونستمع إلى وقع خطى القادة وسنابك الخيول التي صهلت في براري الشرق .
نحتفي بمئوية الدولة فخرا لتعلم الأجيال القادم حجم التضحية التي جسدها الملوك الهاشميون ومعهم الأجيال من الأردنيين لبناء النموذج الوطني الأكثر استقرارا وإلهاما في المنطقة.
نحتفي بمئوية الدولة الاردنية عزا لتعلم الأجيال القادمة حجم الإنجاز عبر عقود من البناء التراكمي تحت ظلال رايات بني هاشم حملة الرسالة وقادة الأمة وسدنة العقيدة والمقدسات.
نحتفي بمئوية الدولة الاردنية مجدا لتعلم الاجيال القادمة كيف ظهرت الدولة الأردنية واحدةً من أقدم الدول في المنطقة، محافظة على نهجها ورسالتها وترسيخ مشاركة الأردنيين في عملية صنع القرار في دولة صغيرة الإمكانيات كبيرة الأثر في محيطها وفي العالم اجمع .
نحتفي بمئوية الدولة الأردنية لتعلم الأجيال القادمة حجم ترابط الأردنيين والتفافهم حول قيادتهم، والإنجازات التي تحققت خلال مسيرة قرن من الزمان تخللها دماء وشهداء وتضحيات كان قدر الدولة الاردنية خلال مائة عام ان تكون في عين العاصفة .
نحتفي بمئوية الدولة الأردنية لنعيد إلى أذهان الأجيال القادمة لحظة تأسيس الدولة الأردنية وهي أهم لحظة على الإطلاق ، وصول الملك عبدالله المؤسس الى مدينة معان ليبدأ لحظة تاريخية فاصلة في عمر المشرق العربي وعمر الدولة العربية مشروعا نهضويا وحلما عربيا على يد ملك ثائر على كل انوع الظلم والاستبداد يحمل رسالة قومية تتخطى حدود الجغرافيا الى آفاق القيم العليا.
نحتفي بمئوية الدولة لتعلم الاجيال القادمة ان الدولة الاردنية هي الأنموذج السياسي الاكثر استقرارا في اكثر مناطق العالم سخونة ، وهي الأكثر قدرة في الاستمرارية السياسية والبناء التراكمي على مختلف الأصعدة رغم كل المؤامرات والمعوقات التي اعترضت مسيرتها من الداخل والخارج.
نحتفي بمئوية الدولة لتعلم الاجيال القادمة ان النظام الهاشمي المنبثق من رسالة الثورة العربية الكبرى بقياظة الشريف الحسين بن علي والذي وضع لبناته الأولى الملك المؤسس شهيد الأقصى عبدالله الأول، ليأتي من بعده حفيده الحسين العظيم طيّب الله ثراه ليبني الدولة الأردنية الحديثة بمؤسساتها وقواتها المسلحة وأجهزتها الأمنية التي يعتز الأردنيون أنها وفرت لهم الإستقلال والأمن والاستقرار الذي يعيشون في خيراته وتمكّنت الدولة الأردنية الحديثة من الصمود أمام كل المؤامرات، فيما فشلت كثير من دول المنطقة في تحقيق أيّ إنجاز تستطيع شعوبها أن تفاخر به، أو أن تتركه للأجيال الجديدة كي تبني فوقه مثلما فعل الهاشميون، فحق للشهيد عبدالله الأول أن يوصف أنه الملك المؤسس وللحسين أن يوصف بالملك الباني وفيما قلوب أبناء هذا الوطن الغالي تلهج بالدعاء لهما بالرحمة تدعو لعبدالله الثاني بن الحسين بالصحة وطول العمر لتحقيق المزيد من الإنجازات في دوره الذي أكسبه بحق محبة وولاء الأردنيين المطلق ووصفه بأنه الملك المعزّز الذي ابحر بالأردن إلى شاطىء الأمان في منطقة تموج بالاخطار والحروب.
نحتفي بمئوية الدولة الاردنية لتعلم الأجيال القادمة ان جلالة الملك عبدالله الثاني رسخ انموذجا للدولة الأردنية الحديثة القادرة على النمو والصمود والثبات والاستمرار وتحظى باحترام الدول الكبرى حتى اضحت رقما صعبا في السياسات الدولية لن يؤثر عليها شح الإمكانيات او محدودية الجغرافيا ففي الدولة الأردنية أوراق رابحة لطالما استخدمها الاردن ليحافظ على توازنه في المنظومة الدولية .
من حق الأردنيين أن يحتفوا بقادتهم ووطنهم وانجازاتهم المتحققة بدماء القلوب ومهج الأرواح واهداب العيون.