كيف سنمضي … وبيننا امثال هؤلاء
ماجد القرعان
تفائلت كثيرا بشهادة المراقبين وكافة القوى السياسية والمجتمعية بأن الانتخابات النيابية الأخيرة كانت نزيهة الى درجة كبيرة وأن التجاوزات التي تحدثوا عنها هي بالاغلب فردية وتتعلق باستخدام المال الاسود بطرق احترافية لم تتمكن الجهات المختصة من إثباتها بأدلة قاطعة.
وتفائلت أكثر حين اسند جلالة الملك للدكتور جعفر حسان تشكيل حكومة جديدة خلفا للحكومة الراحلة برئاسة الدكتور بشر الخصاونة صاحب مقولة أجمل الأيام لم تأت بعد على الاردن حيث مشهود للدكتور حسان انه صاحب رؤية مستقبلية ويده لا ترتجف عند اتخاذ القرارات المؤمن بأهمية العمل الميداني والتواصل الجماهيري.
تفائلي بمستقبل أفضل للاردن وبدء مرحلة اصلاح حقيقية كما هي رؤى وتطلعات جلالة الملك بات حلما بعيد المنال جراء أمرين مثلا لي انتكاسة حقيقية.
الاول ما سمعناه عن بعض النواب الحزبيين الذين فازوا على القوائم المحلية بدعم مالي من الأحزاب التي ينتمون إليها حيث سمعنا عن انسحاب البعض وانتسابهم لأحزاب أخرى مقابل مغريات ومكاسب مالية ضمن سعي بعض الأحزاب ليكون لها عدد افضل من المقاعد في مجلس النواب ناهيكم عما سمعناه أيضا من اصطفافات حزبية لا تجمعها أية قواسم مشتركة ضمن كتل هدفها توزيع المغانم.
والأمر الثاني تشكيلة مجلس الأعيان الجديد الذي ضم غالبية من المجلس السابق ( ٣٨ ) عضوا لم نشهد لأكثريتهم في الدورة الماضية أية نشاطات أو مواقف في خدمة الدولة الأردنية فيما دخلها نواب سابقين دون الاستناد لمعطيات فضلتهم عن زملاء لهم والذي فسره البعض بالاقصاء وتضارب المصالح وتوزيع الولاءات وتبادل المنافع.
كيف سنمضي قدما وسط هذه التناقضات لتحقيق اصلاح حقيقي والخروج من ازماتنا الداخلية والتحديات الخارجية وما زال بيننا من صناع القرارات ورسم السياسات الذين يتجاهلون المصالح العليا للدولة وأهمية المكاشفة والصراحة والعدالة.
شخصيا بت غير متفائل بمستقبل خير للوطن ما دام بيننا من يفصلون الأدوار ويوزعون المكتسبات على مزاجهم… هدانا الله وإياكم سواء السبيل