الغواص نيوز
د.محمود ابو فروة الرجبي
قريبًا جِدًّا، وَبعْد انْتِهَاء الحرب، ستأتي لتزورنا فِي بلادنا مُنَظَمَات دولية تعلمنا كَيْفَ نَكُوُن معتدلين، متسامحين، ونتقبل الآخر، وَنَكُوُن كيوت، حبوبين، بِحَيْثُ نسامح عدونا، ولا نعطيه خدنا الآخر ليضربه كَمَا دَعَانَا السَّيِّد المسيح عَلَيْهِ السلام، بَلْ نفرد لَهُ جسمنا ليدوس عَلَيْهِ، ولا نرفع يدنا لنعترض عِنْدَمَا يُرِيد قتلنا، لأنَّ هَذَا يخالف الاعتدال ومحاوره المتعددة، وإذا كنا كَذلِكَ سنصنف فِي خانة المعتدلين، المحترمين، وإلا فإننا سنكون متطرفين إرهابيين، بتهمة اجتراح الكرامة فِي زمن لا يعترف إلا بالعار.
من الآنَ نَقُول لَهُم: أنتم كذابون، أفاقون، أشرون ما عادت بضاعتكم الكاذبة صالحة للتسويق، بعْد أن كشف لَنَا الغرب – فِي غالبيته- وَجْهه الحقيقي القبيج، ورؤيته الضيقة للديمقراطية، وتحديده لِحُقُوق الإنسان بالشخص الأبيض، أو من يتحالف مَعهُ.
آه كم أنْت كاذب، ومنافق أيها العالم! بات الأمر يَحْتاجُ إلى نظام عالمي أخلاقي قائم عَلَى العدالة المطلقة بَعَيدًا عَن ثقافة الفيتو الأمريكية.
كم نَحْنُ متشوقون أيتها المنظمات الدَّوَلِيَّة لرؤية استعراضاتكم القادِمَة إلينا من وَرَاء البحار الَّتِي سنضعها فِي خانة (موجا كوميدي) لأننا وقتها لن نمتلك سوى القهقهة فِي مواجَهَة أكاذيبكم الساذجة الَّتِي لَنْ تنطوي بعْد اليَوْم إلا عَلَى المستفيدين مَاديًا منكم، ومن الرعاع.
د. مَحْمُودٌ أبُو فَرْوَةَ الرَّجَبِيُّ