الشاشة الرئيسيةمقالات

قدور الامة الثلاثة …لنقرأ التاريخ معا

الدكتور عبدالمهدي القطامين
اظنكم تذكرون قصة القدر العراقي وتلك حكاية من التاريخ نعيد روايتها لعل فيها الكثير من المواعظ للامة الممتدة من الماء الى الماء …… في مؤتمر القمة العربية المنعقد في بغداد كانت الاردن تعاني من وضع مالي صعب وحرج للغاية بعد انهيار قيمة الدينار الى النصف وكانت العراق يومها خرجت منتصرة من الحرب لكنها مثخنة الجراح وفي القمة طلب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من قادة العرب انذاك دعم الاردن متناسيا جراحات العراق وحاجاتها للذود عن جناح الامة الشرقي المهدد بعدوان لا يرحم في تلك القمة روى الرئيس الراحل قصة الرجل العراقي الذي اتاه قومه طالبين منه التبرع لمحتاجين وكان رجلا على باب الله كما يقال ولا يملك من حطام الدنيا شيئا وحين جاء دوره للتبرع لم يكن يملك الا قدرا للطهي فقال لهم اليكم القدر فخذوه فانني لا امتلك سواه واسترسل الرئيس الراحل ليقول وفي قدر العراق اليوم مبلغ 50 مليون دولار هي هدية للاردن ….. الى هنا تنتهي حكاية القدر الاول ولنبدأ بسردية القدر الثاني وهو القدر الاردني هذه المرة فقد سيرت بالامس الاردن جسرا جويا لنقل عشرة الاف خيمة مع تجهيزاتها لايواء الاهل في سورية الذين اجتاحهم الزلزال ولم يبق ولم يذر وقد تناسى الاردن جراحات اهله الذين يئن بعضهم من تكاليف العيش وارتفاع كلفة التدفئة والوقود وضنك العيش وقد آثر على نفسه ولو كان به خصاصة فالجود كما يقول المثل من الموجود وتلك قصة تضاهي تماما قصة القدر العراقي .
اما القدر الثالث فهو القدر القطري فقد ارسلت قطر عشرة الاف منزل متنقل مجهزة بكامل تجهيزاتها وهي منازل كانت قد استخدمتها في تنظيم مونديالها الشهير الذي رسم ملامح وجه عربي جديد ومشرق وهذه المنازل ستؤي عشرة الاف عائلة سورية مشردة لم يبق لها الزلزال من حطام الدنيا شيئا وهذ القدر القطري جاء انسجاما مع توجه الامارة في تقديم العون لمن المت به مصيبة او عانده قدر وهي هدية مقدرة وثمينة وجاءت ترجمة لمفهوم التوجيه الرباني في محكم التنزيل ” لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍۢ مِّن سَعَتِهِۦ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُۥ فَلْيُنفِقْ مِمَّآ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَآ ءَاتَىٰهَا ۚ سَيَجْعَلُ ٱللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍۢ يُسْرًا” .
هذه القدور الثلاثة ينبغي ان تدخل في منهاج الامة التي كانت خير امة اخرجت للناس وينبغي ان تكون محفزا لمن تقاعس او تردد في الانفاق مما اتاه الله فكل اموال الدنيا لا تعادل ان ترسم بسمة على وجه طفل جائع او ان تمد مشردا بالدفء ذات قر او ان تحمي متعبا من لفح شمس ذات حر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى