عمّان
الغواص نيوز
– برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة رجوة بنت علي، ينظم المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة معرض “أصوات المرجان” – الموسم الأول، في قلعة العقبة من 1 تشرين الثاني وحتى 12 كانون الأول 2024. يقدم المعرض 11 فناناً تشكيلياً، والمعرض هو نتاج الإقامة الفنية التي تمت في أيار الماضي للفنانين، حيث تم دعوتهم إليها بهدف اكتشاف الشعاب المرجانية في مدينة العقبة، واستلهام أعمالهم الفنية منها.
يهدف هذا المشروع الذي سيستمر على مدار عدة سنوات متتالية، والذي يأتي بدعم من سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة والسفارة السويسرية في الأردن، إلى رفع الوعي العام من خلال الفن حول جمال هذه الشعاب المرجانية، وأهمية الحفاظ عليها باعتبارها “شعاب الأمل”، التي تقاوم ظاهرة الاحتباس الحراري. كما وسيرافق المعرض أنشطة توعوية تهدف إلى تشجيع الحوار بين الفن والعلم والبيئة.
ففي أيار الماضي، وفي الموسم الأول للمشروع، شاركت المجموعة الأولى من الفنانين في “إقامة فنية” في مدينة العقبة، حيث أتيحت لهم الفرصة لاستكشاف الحياة البحرية، والغوص بهذا العالم غير المألوف بالنسبة لهم، فتعرفوا بالشعاب المرجانية وألوانها المتلألئة، وتنوع أشكالها، وغنى الحياة الحيوانية والنباتية فيها. فقد كان الهدف من هذه الاكتشافات منح الفنانين تجربة مليئة بالعواطف، وتمكينهم من التعرف على هذه النظم البيئية الهشة والضرورية، بشرح من الخبراء في مركز المحمية البحرية بالعقبة. ليعود بعد ذلك كل فنان إلى الاستوديو الخاص به في منطقة سكناه، ليُطلق خياله، وينتج سلسلة من الأعمال الأصلية التي ستعرض في قلعة العقبة من لوحات ورسوم توضيحية وقصص مصورة، وإبداعات رقمية.
ويُقام المعرض في سياق درامي ومؤثر، حيث يشهد العالم تدهورًا واسع النطاق للشعاب المرجانية بسبب الاحتباس الحراري، بينما أظهرت الشعاب المرجانية في خليج العقبة مقاومة فريدة لهذا الظاهرة. تُعرف هذه الشعاب بـ “شعاب الأمل”، الأمل بأن ينجو هذا النظام البيئي الكبير والمتنوع والمهم -على الرغم من هشاشته- بأن يكون متاحاً للأجيال القادمة في المنطقة وخارجها، موفراً مجموعة واسعة من الخدمات الحيوية لملايين الناس إن تمت حمايته من مصادر التهديد المحتملة على المستوى المحلي. في هذا السياق الذي يجمع بين الخوف والأمل، يهدف مشروع “أصوات المرجان” الذي سيُنفذ على مدار عدة سنوات إلى زيادة الوعي العام من خلال الفن بجمال هذه الشعاب, وأهمية الحفاظ عليها كمورد مشترك للأردن والعالم.
ويضم المعرض أعمال فنانين من الأردن، وهم: أحمد تركي وأحمد الشاويش وأنس عقل وتمارى العجلوني ودانة أبو خليل وسندس أبو العدس وصلاح الدين القواسمي ولطفي زايد وليلى حاجبي وياسمين الكردي؛ ومن سويسرا: مايفا روبلي. ولقد تم اختيار قلعة العقبة التاريخية التي يعود تاريخها للقرن الرابع عشر، لإقامة المعرض في موسمه الأول. بحيث يبدأ المعرض في 1 تشرين الثاني ويستمر حتى 12 كانون الأول من هذا العام. لعرض الأعمال الفنية للفنانين المشاركين، بين رحاب قلعة العقبة الحجرية، وفي زوايا أبراجها ومتاهاتها ومساحاتها المفتوحة.
يقول د. خالد خريس مدير عام المتحف الوطني: “إن تجربة أصوات المرجان في نسختها الأولى تؤسس لمشروع طموح مستدام، يلعب فيه الفن دوراً مهماً في التعريف بالبيئة وحمايتها من المخاطر المحيطة بها، وجعلها مصدراً مهماً من مصادر الإلهام والإبداع، وحافزاً للمجتمعات الإنسانية أينما وجدت للحفاظ على ما تمتلكه مادياً ومعنوياً. ويسعدنا أن نبدأ مشوارنا هذا بهذه المعرض وورش العمل والمحاضرات والندوات، التي تؤكد على أهمية الفن ودوره الفعّال في هذا المجال”.
ويأتي معرض “أصوات المرجان” هذا العام في موسمه الأول من الفعاليات التي تنظمها سفارة سويسرا في الأردن، للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وذلك ضمن إطار الدعم العام من الاتحاد السويسري للمبادرات التي تهدف إلى الحفاظ على الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، بالتعاون الوثيق مع مختلف المؤسسات الأردنية.
تقول سعادة السيدة إميليا جورجييفا، سفيرة سويسرا في الأردن: “يشكل اجتماع الفن والعلم وسيلة مؤثرة لحماية الطبيعة. تمتلك سويسرا إلتزاماً طويل الأمد بالاستدامة، ونأمل أن يساهم هذا المشروع في رفع الوعي حول فهم وحماية الشعاب المرجانية المهددة بالانقراض، والجهود العلمية المهمة التي تُبذل في العقبة”. وتُضيف: “هذا المعرض هو ثمرة للتعاون الذي دام لمدة عام بين الفنانين والعلماء من سويسرا والأردن. نتمنى أن تكون هذه التجربة مصدر إلهام للمواسم القادمة”.
سيتم افتتاح الموسم الأول من مشروع «أصوات المرجان» للجمهور يوم الجمعة، 1 نوفمبر. وبهذه المناسبة، ستقام فعالية مميزة مفتوحة للجميع كجزء رئيسي من المعرض. في تمام الساعة السابعة مساءً، ستشهد القلعة عرضًا حصرياً أوليًا في الهواء الطلق للفيلم الوثائقي «في عرض البحر»، من إنتاج صانعي الأفلام نور عرفة ويزن تيسير، مؤسسي مجموعة «أفلام عمّان».
يستعرض الفيلم الوثائقي رحلة 11 فنانًا شاركوا في الموسم الأول من مشروع «أصوات المرجان»، حيث قاموا بالغوص في أعماق الشعاب المرجانية في خليج العقبة، واستكشفوا هذا العالم الفريد وتأثروا بتجربتهم الشخصية فيه. ومن خلال عيونهم، يقدم الفيلم الذي يمتد لساعه وخمسين دقيقة نظرة على المشهد الفني التشكيلي في الأردن، ويأخذنا في رحلة داخل هذا العالم الفني المميز. تُعد «أفلام عمّان» مجموعة فنية تهدف إلى إنشاء مساحة للحوار والنقد والتعلم الأفقي لصناعة الأفلام، عن طريق البحث والكتابة، والعروض وورش العمل، بالإضافة إلى الإنتاج.
بعد العرض الحصري، ستنطلق سلسلة من 16 ورشة فنية، يقودها فنانو «أصوات المرجان»، وستُقام خلال الفترة من 3 تشرين الثاني حتى 12 كانون الأول. هذه الأنشطة المجانية، التي ينظمها المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، سيتم استضافتها من قبل شركاء محليين للمعرض، مثل: مدرسة العقبة الثانوية الشاملة للبنات، جامعة العقبة للتكنولوجيا، مدرسة العقبة الدولية، محطة العلوم البحرية التابعة لفرع الجامعة الأردنية في العقبة، جمعية آيلة للثقافة والفنون، استوديو عقباوي للفن والثقافة، منتجع تالا باي العقبة، جمعية سيدات بيت الورد، وجمعية أمواج للثقافة والفنون. ستتيح هذه الورش لأكثر من 100 من طلاب المدارس والفنانين المحليين فرصة فريدة لتعلم تقنيات جديدة وتنمية مهاراتهم الفنية.
هذا وسينتقل معرض “أصوات المرجان” ليقام في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة في مدينة عمّان بشهر نيسان 2025. وستقوم مجموعة جديدة من الفنانين من الأردن وسويسرا للمشاركة في الموسم الثاني للمشروع في تخصصات فنية متنوعة.
جاء هذا المشروع الذي ينظمه المتحف الوطني الاردني للفنون الجميلة، بالتعاون مع سفارة سويسرا في الأردن، وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة (ASEZA)، ووزارة السياحة والآثار الأردنية، ومحمية العقبة البحرية. وبدعم من وزارة الثقافة الأردنية ونادي الأعمال الأردني السويسري وواحة آيلة ومركز دايفيرس دايفرز للغطس وشركة النقل السياحي الأردني (JETT) وفندق لاكوستا والبنك الأهلي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).
معرض أصوات المرجان “الموسم الأول”
حوار بين الفن والعلم والبيئة
قلعة العقبة، من 1 تشرين الثاني – 12 كانون الأول 2024
يومياً من الساعة 8 صباحاً – 10 مساء