الشاشة الرئيسيةمحلياتمقالات

قصتي مع الملك حسين التي تستحق السرد في ظل الوضع الأردني الحالي

ماجد ابوفرج الفرجات

اما بعد،

فإني وانا اتحسس وقع اقدامي في خريف العمر واذ افخر بأني عاصرت أربعة ملوك من بني هاشم حكموا بلدي الاردن حيث كبرتْ في نفسي فكرة ان الاردن شعبا وجيشا لن يقبل بأن يستبدل هذا الحكم بآخر يأتي ليجرب ويختار، اقول لا ابغي منصبا ولاجاها فلا العمر يسمح ولا حاجة لذلك والحمد لله.

استفتح بقصة عاصرتها في عهد الحسين رحمه الله في اعقاب كارثة حزيران الاسود بأشهر اتانا ، زائرا للجامعة الاردنية وكنا آنذاك طلابا عصفت بنا عواصف الهزيمة المرّة، فأتى رحمه الله ليستمع الى طلبة الجامعة الوحيدة في الاردن آنذاك وجلسنا في مدرج كلية الاداب وتكلم كلام الراعي الامين الواعي ،كلام عرّاب الامة ،وبعدها أخذ يستمع الينا بأدبٍ جمٍّ وتواضع، عندها نهض احد الطلاب ممن كانوا ينتمون لحزب يساري متطرف يرعى منظمة قتالية آنذاك ووجه كلامه للحسين بعصبية وبلاوعي وكال من التهم ما اتحرج من نقله في هذه العجالة، كلاما لا يليق بحضرة الملوك وتوقعنا ان تتخطف ذلك الشاب اجهزة الحكومة والمخابرات في ظرف من اكثر الظروف احراجا وخطورة في تاريخ الأردن لكن الملك ومعه مستشاروه ووزراؤه من حوله وقف وتلفظ بكلمات كلها عفو وثقة وتسامح وخرج الشاب من دون اي مساءلة او توقيف واعتقد انه آنذاك كان معالي الدكتور هاني الخصاونة والد رئيس الوزراء الحالي موجودا كونه كان رئيس التشريفات الملكية آنذاك .بعدها بسنين التقيت الشاب في الثمانينات في الخليج العربي كرجل اعمال ناجح فسألته عما كان فقال عفا عني الحسين لابل سرت في اعمالي بلا معارضة وهانذا رجل ناجح والفضل لله ولعفو الحسين .هذه القصة ذكرتها ذات مرة امامك ياجلالة الملك عندما تشرفنا باستقبالك في وادي موسى قبل اعوام على مائدة الغداء وكان شاهدا على سردها امامك الدكتور خالد الكركي الذي كان رئيس للديوان آنذاك.

ذكرتها للتذكير بحقيقتين: الاولى ان صفح الحسين المستمر وسعة صدره كان حجر الاساس في بناء مملكة دخلت مئويتها الثانية. والحقيقة الثانية ان رجال الحسين كانوا ثقاة واصحاب خبرة لم يشعلوا نارا لحرق الناس ولم يمدوا ايديهم الى ما في جيوب الناس او الى اموال الدولة بالباطل.

يا صاحب الجلالة:

ما حصل في الاسبوع الماضي ابكى الاردنيين اكثر مما ابكتهم جائحة كورونا وربما ابكت امواتهم تماما مثلما ابكت احياءهم.

فلاصلاح للامر الا العفو ومن ثم قطع دابر كل من سولت له نفسه مد يده الى جيوب الناس واموال الدولة بالظلم وترديد قوله تعالى:

ان خير من استأجرت القوي الامين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى