فتح القطاعات وتقليص الحظر والمغتربون يعيدون الأزمة للعاصمة

بدأت الاختناقات المرورية في شوارع العاصمة تعود إلى سابق عهدها، بعد الفتح المتدرج لسائر القطاعات، ووقف كثير من أشكال الحظر، وعودة المناسبات الصيفية، فيما يتحرك في شوارع عمان يوميا خلال هذه الفترة نحو مليون سيارة.
ويفاقم الأزمات أيضا الإغلاق المتواصل للعديد من مسارب الشوارع الحيوية بسبب مشروع الباص السريع، تزامنا أيضا مع عودة المغتربين وما يصاحبها من مناسبات كمواكب الخريجين والأعراس بما يترتب عليها من بعض الظواهر السلبية التي تسببها هذه المواكب.
في هذا الصدد، يوضح مسؤول في إدارة السير، أن التغلب على الازدحامات المرورية يتم من خلال استخدام الشوارع الفرعية، مشيرا الى أن العاصمة عمان، تحديدا، تتحرك فيها نحو مليون مركبة خلال فترة النهار، وتحديدا أوقات الذروة التي تبدأ مع ذهاب الموظفين الى عملهم، وخلال العودة الى منازلهم، لافتا إلى أن هذه الازدحامات يتم التغلب على معظمها من خلال انتشار مراقبي السير في الميدان وإجراء بعض التحويلات، وتنظيم العملية المرورية بشكل عام.
ويضيف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ “الغد”، إنه خلال فترة الصيف تزداد الحركة البشرية بقصد التسوق أو الترفيه والتنزه، الأمر الذي يزيد من عدد استخدام المركبات، ناهيك عن المناسبات الصيفية التي تكثر خلال هذه الفترة، كمواكب الأعراس والخريجين، اضافة الى بعض المشاريع المتعلقة بخدمات البنية التحتية، مثل الباص السريع، موضحا انها عوامل متعددة تزيد من الازدحامات المرورية.
ويشير إلى أنه كلما ازداد عدد المركبات في الشوارع تفاقم عدد الحوادث إضافة الى تشكل الازدحامات المرورية.
ويشير أحد المختصين المهندس أحمد خريسات، إلى أن ثمة ظواهر سلبية أخرى ربما تكون سببا في الازدحامات المرورية، منها مواكب الخريجين والأعراس، بسبب بطء سير هذه المواكب وتوقفها أحيانا لالتقاط الصور التذكارية، وتصاوير الفيديو، أو للنزول إلى الشوارع بقصد الرقص، ناهيك عن إخراج بعض الناس أجسادهم من فتحات المركبات، الأمر الذي يشتت سائقين آخرين.
ويضيف خريسات: “نحن مع الفرح، وزفة العريس والعروس، ومع رتل السيارات الذي يواكب سيارة العروسين، لكننا لسنا مع إغلاق الشوارع والطرق، ولا مع التصرفات التي يمارسها بعض السائقين في مواكب الأعراس، كأن يشكلوا حماية للموكب في مقدمته ومؤخرته ويمنعون أية سيارة من خارج هذه الارتال من تعدي الموكب، وبالتالي التسبب باختناقات مرورية لا مبرر لها”.
ومن الظواهر السلبية التي تسبب الازدحامات المرورية في الشوارع الرئيسية بحسب محمد المحتسب، “فضول سائقين وعدم تركيزهم على القيادة، بغية استطلاع حادث سير بسيط أو لاستخدام الهاتف الخلوي، إضافة الى الاصطفاف المزدوج قرب المنشآت الحيوية ومراكز التسوق”.
يذكر أنه في العام 2020 أصبح عدد المركبات المسجلة في دائرة الترخيص والمركبات 1729343 مركبة، فيما بلغ عدد السكان 10.806 مليون نسمة، بواقع مركبة لكل 6 أشخاص، وفق تقرير إحصائي صادر عن المعهد المروري، والذي جاء فيه أن نسبة زيادة عدد المركبات السنوية في المملكة تصل إلى 3.6 % في السنوات الخمس الأخيرة.